..أوف لاين!

قوس قزح..أوف لاين!


دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 25 تموز 2009
زيد قطريب
تجربة الكثير من الإعلام الألكتروني مازالت تثير الشفقة حتى الآن، فرغم التهليل الدائم لقرب انتهاء العصر الورقي، وطغيان ثقافة التكنولوجيا و(اللاب توب).

إلا أن عثرات المواقع الألكترونية أكثر من أن تحصى، سواء من جهة الجماهيرية التي حققتها تلك المواقع، أم من ناحية القوانين التي تحكم تلك التجربة وتنظم عملها بشكل عام..! هكذا بات من الطبيعي أن نعثر أحياناً على مواد الصحف المطبوعة منشورةً على (النت) دون إشارة إلى اسم الكاتب أو الصحيفة كحق من حقوق ملكية النشر!. ونُفاجأ في الوقت نفسه بمواضيع من درجة الهراء أو ما دون، خصوصاً فيما يتعلق بالمهنية والموضوعية وامتهان الركاكة التي أصبحت من أهم ميزات هذا العصر!. ‏

وعلى قاعدة (مكره أخاك لا بطل) ولا هم يحزنون.. اضطر العديد من فرسان أقلام (البيك)، إلى الهجرة أو العمل (أوفر تايم) في مواقع الشبكة العنكبوتية التي راحت، في كثير من الأحيان، تمد خيوطها الهزيلة تحت عناوين عريضة وبراقة من درجة نصرة الثقافة أو مخاطبة الآخر وإبراز الوجه الحقيقي للبلد أمام العالم في جميع أصقاع الأرض..! هكذا أصبحنا نعثر على جميع أنواع البضاعة في بازار المواقع الالكترونية، ابتداءً من حجز المساحات المجانية التي ينشئها الهواة، إلى مواقع الخمس نجوم المدفوع عليها «خيرات الله»..! وظل الشأن المميز غالباً هو الإكثار من العناوين الكبيرة التي تعمل تحتها تلك المواقع، لكن دون أي رصيد يذكر في حقيقة الأمر!. ‏

تتباهى المواقع الالكترونية بعدد الزوار، حتى لو دخلوا عن طريق المصادفة عبر محركات البحث وميزات google أدامه الله وحفظه من كل مكروه.. وكأن عدّادات المواقع تلك تحسب لصالحها أيضاً، زوار الحدائق والعابرين على الرصيف فتسجلهم في عداد المدمنين على الدخول إليها، مع أننا بالزور نقرأ فيها موضوعاً من العيار الثقيل، والذي في كثير من الأحيان يتم استيراده من الإعلام المطبوع، مع قليل من الزركشة ورش الفلفل والبهار!. ‏

يقولون إن الإعلام الالكتروني لم يتمكن من صناعة أسماء معروفة على صعيد الكتابة حتى الآن.. مع أن زواره ـ على ذمتهم ـ (بالملايين).. الملايين ذاتها التي تشير الاحصاءات إلى أنها لا تقرأ فقط، بل تعاني من الأمية أيضاً بشكل مخيف.. أوف