أين قاعة الفن الحديث؟
صفحة 1 من اصل 1
أين قاعة الفن الحديث؟
قوس قزح..أين قاعة الفن الحديث؟
دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 18 تموز 2009
زيد قطريب
رغم أن التشكيل السوري ترك بصمات واضحة على طول المشهد العربي والعالمي منذ قرابة قرنين حتى الآن.
إلا أن العثرات والإشكالات التي يعاني منها أكثر من أن تعدّ وتحصى بشهادة الفنانين أنفسهم، سواءً أكانوا من فئة الرواد أم من النشء الجديد الذي يحاول أن يضيف الكثير من خصوصيته على صعيد اللون والشكل والفكرة بشكل عام.. ودائماً كانت العثرة الأهم هي تردّي واقع المؤسسات مقابل التفوّق النادر للوحة واجتيازها الآفاق..! هكذا امتاز التشكيلي السوري بالريادة والتخطّي والاكتشاف، بينما امتازت مؤسساته بالاندحار والتخلف والرجوع إلى الوراء.. الفنان مسكون بالمغايرة والرسم وسكب دلاء الألوان.. بينما المؤسسات بالروتين وعدم التجديد والحرص على طلاء المشهد بالرماديات..!.
هكذا كان علينا أن نستقبل السيّاح في المتحف الوطني، بلا (قاعة الفن الحديث) التي من المفترض أن تعرض لوحات الفنانين الرواد..! وكان على الفنانين العالميين الذين يزورون سورية ويسألون عن لوحات التشكيليين الكبار، أن يذهبوا إلى المستودع كي يبحثوا عن لوحات المؤسسين الأوائل، وليس إلى ما يسمى (قاعة الفن الحديث) كما هو مفترض، فالقاعة ومنذ مناسبة (دمشق عاصمة الثقافة العربية) تم إخلاؤها من لوحاتها التي ذهبت إلى المستودع، وهي إلى الآن تنتظر قدرة قادر كي تعيد إليها مهامها السابقة في كشف ريادة التشكيل السوري وسبقه على أكثر من صعيد وأكبر من إطار..!.
في السابق، كان الفنانون يحلمون بتوسيع قاعة الفن الحديث في المتحف الوطني، والآن يتوسلون الله ألا يتم إلغاؤها نهائياً.. فالشاغلون الجدد للقاعة المذكورة يرفضون إعادتها إلى سابق عهدها، ليس في عرض اللوحات وحسب، بل ومن أجل الاستفادة منها في البرامج التعليمية المرتبطة بمقتنيات المتحف بشكل عام.. القاعة نفسها لا تذكرنا بالمعارض السنوية وإشكالاتها التي لا تحصى والتي يفترض أن تقام في المتحف الوطني بالأساس.. بل تعيد السؤال القديم نفسه: إلى متى سيبقى التشكيل السوري.. في العراء؟!.
دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 18 تموز 2009
زيد قطريب
رغم أن التشكيل السوري ترك بصمات واضحة على طول المشهد العربي والعالمي منذ قرابة قرنين حتى الآن.
إلا أن العثرات والإشكالات التي يعاني منها أكثر من أن تعدّ وتحصى بشهادة الفنانين أنفسهم، سواءً أكانوا من فئة الرواد أم من النشء الجديد الذي يحاول أن يضيف الكثير من خصوصيته على صعيد اللون والشكل والفكرة بشكل عام.. ودائماً كانت العثرة الأهم هي تردّي واقع المؤسسات مقابل التفوّق النادر للوحة واجتيازها الآفاق..! هكذا امتاز التشكيلي السوري بالريادة والتخطّي والاكتشاف، بينما امتازت مؤسساته بالاندحار والتخلف والرجوع إلى الوراء.. الفنان مسكون بالمغايرة والرسم وسكب دلاء الألوان.. بينما المؤسسات بالروتين وعدم التجديد والحرص على طلاء المشهد بالرماديات..!.
هكذا كان علينا أن نستقبل السيّاح في المتحف الوطني، بلا (قاعة الفن الحديث) التي من المفترض أن تعرض لوحات الفنانين الرواد..! وكان على الفنانين العالميين الذين يزورون سورية ويسألون عن لوحات التشكيليين الكبار، أن يذهبوا إلى المستودع كي يبحثوا عن لوحات المؤسسين الأوائل، وليس إلى ما يسمى (قاعة الفن الحديث) كما هو مفترض، فالقاعة ومنذ مناسبة (دمشق عاصمة الثقافة العربية) تم إخلاؤها من لوحاتها التي ذهبت إلى المستودع، وهي إلى الآن تنتظر قدرة قادر كي تعيد إليها مهامها السابقة في كشف ريادة التشكيل السوري وسبقه على أكثر من صعيد وأكبر من إطار..!.
في السابق، كان الفنانون يحلمون بتوسيع قاعة الفن الحديث في المتحف الوطني، والآن يتوسلون الله ألا يتم إلغاؤها نهائياً.. فالشاغلون الجدد للقاعة المذكورة يرفضون إعادتها إلى سابق عهدها، ليس في عرض اللوحات وحسب، بل ومن أجل الاستفادة منها في البرامج التعليمية المرتبطة بمقتنيات المتحف بشكل عام.. القاعة نفسها لا تذكرنا بالمعارض السنوية وإشكالاتها التي لا تحصى والتي يفترض أن تقام في المتحف الوطني بالأساس.. بل تعيد السؤال القديم نفسه: إلى متى سيبقى التشكيل السوري.. في العراء؟!.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى