[color=darkred]ضدّ الغياب! [/color]
صفحة 1 من اصل 1
[color=darkred]ضدّ الغياب! [/color]
قوس قزح..ضدّ الغياب!
دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 1 آب 2009
زيد قطريب
أفتقدُ حسن.م. يوسف كثيراً.. وغالباً ما أنظر باتجاه كرسيّه، فأشعر بذلك الكمّ الهائل من الفراغ الذي تركه هذا الرجلُ النبيلُ، منذ أن تقاعد وآثر أن يقضي الكثير من وقته في قريته الدالية، التي تقع قبل الغيم بقليل..!.
أفتقدُ حسن.م. يوسف.. وتفتقده معي، ممراتُ الجريدة وفناجينُ القهوة السادة.. حتى طاولته التي تتصدّر القسم الثقافي في صحيفة تشرين، تحنّ إلى كمبيوتره المحمول وموسيقاه الكلاسيكية التي أوشك أن أسمعها الآن كتأكيدٍ على أن حسن، كلما أمعن في الغياب، كان الأكثر حضوراً وكاريزما بين الجميع..!.
هكذا أستطيع استعادة صوت ضحكته المميز، وهو ينهال بسهامه دقيقة التصويب، تجاه أي خطأ أو عثرة أو سوء تقدير.. فحسن من القلائل الذين إذا غابوا، تحول غيابهم إلى حضور يصعب تفسيره بشكل دقيق، ربما لأنهم يتركون شيئاً منهم في الأماكن التي يمرون فيها.. وربما لأن تلك الأماكن يعزّ عليها أن يمرّ حضورهم مرور الكرام..!.
أفتقد حسن م. يوسف، مثلما أفتقد السيمفونية التاسعة وموسيقا موزارت، فحسن الذي كان ينهال بكاميرته الحساسة على وجوه الزملاء، ترك أجمل صورة في أرشيف القلوب عند الجميع.. سواء عندما يبدو نزقاً حاداً وهو يكتب زاويته الشهيرة (آفاق)، أو حين يبدو منفرجاً بسيطاً يفتح ذراعيه كأنه يريد أن يأخذ الجميع بالأحضان..!.
منذ أن غادر صاحب (العريف غضبان) باتجاه التقاعد، ومفهوم التتالي يفعل فعلته على ذات المناضد والكراسي التي كان عليها أن تستقبل الكثيرين وتحتفظ من القليلين جداً ـ وربما ـ النادرين بتلك الخصوصية التي لا يمكن أن تفقد الصلاحية نهائياً.. ربما لأن اللقطة النادرة تحتاج هي الأخرى، إلى أصابع ماهرة تضيفها إلى الذاكرة بمنتهى الإحساس بقيمة الأشياء.. وربما لأن البورتريه الذي يتركه الأشخاص الحقيقيون يظل أكبر من أن نختصره بزووم عابر.. أو بكبسة زر على آلة الكلمات.. هكذا كان يقول
[b]
دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 1 آب 2009
زيد قطريب
أفتقدُ حسن.م. يوسف كثيراً.. وغالباً ما أنظر باتجاه كرسيّه، فأشعر بذلك الكمّ الهائل من الفراغ الذي تركه هذا الرجلُ النبيلُ، منذ أن تقاعد وآثر أن يقضي الكثير من وقته في قريته الدالية، التي تقع قبل الغيم بقليل..!.
أفتقدُ حسن.م. يوسف.. وتفتقده معي، ممراتُ الجريدة وفناجينُ القهوة السادة.. حتى طاولته التي تتصدّر القسم الثقافي في صحيفة تشرين، تحنّ إلى كمبيوتره المحمول وموسيقاه الكلاسيكية التي أوشك أن أسمعها الآن كتأكيدٍ على أن حسن، كلما أمعن في الغياب، كان الأكثر حضوراً وكاريزما بين الجميع..!.
هكذا أستطيع استعادة صوت ضحكته المميز، وهو ينهال بسهامه دقيقة التصويب، تجاه أي خطأ أو عثرة أو سوء تقدير.. فحسن من القلائل الذين إذا غابوا، تحول غيابهم إلى حضور يصعب تفسيره بشكل دقيق، ربما لأنهم يتركون شيئاً منهم في الأماكن التي يمرون فيها.. وربما لأن تلك الأماكن يعزّ عليها أن يمرّ حضورهم مرور الكرام..!.
أفتقد حسن م. يوسف، مثلما أفتقد السيمفونية التاسعة وموسيقا موزارت، فحسن الذي كان ينهال بكاميرته الحساسة على وجوه الزملاء، ترك أجمل صورة في أرشيف القلوب عند الجميع.. سواء عندما يبدو نزقاً حاداً وهو يكتب زاويته الشهيرة (آفاق)، أو حين يبدو منفرجاً بسيطاً يفتح ذراعيه كأنه يريد أن يأخذ الجميع بالأحضان..!.
منذ أن غادر صاحب (العريف غضبان) باتجاه التقاعد، ومفهوم التتالي يفعل فعلته على ذات المناضد والكراسي التي كان عليها أن تستقبل الكثيرين وتحتفظ من القليلين جداً ـ وربما ـ النادرين بتلك الخصوصية التي لا يمكن أن تفقد الصلاحية نهائياً.. ربما لأن اللقطة النادرة تحتاج هي الأخرى، إلى أصابع ماهرة تضيفها إلى الذاكرة بمنتهى الإحساس بقيمة الأشياء.. وربما لأن البورتريه الذي يتركه الأشخاص الحقيقيون يظل أكبر من أن نختصره بزووم عابر.. أو بكبسة زر على آلة الكلمات.. هكذا كان يقول
[b]
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى