لو.. أنّ! 000

قوس قزح..لو.. أنّ!


دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 19 أيلول 2009
زيد قطريب
شخصياً، اخترتُ أغنية (غرندايزر) كنغمة مفضّلة على موبايلي، فهي بالنسبة إليّ أهمّ من جميع ما غناه مطربو الحداثة الذين يظهرون وكأنهم خضعوا لعمليات تجميل جعلتهم يتشابهون بالصوت والأداء والكلمات مثل نسخ الكربون..!. ولو أن الأمر يعود إليّ، لألزمت جميع المشتركين في سيريتل و إم تي إن، باعتماد أغنيات أفلام الكرتون كالسندباد البحري، أو (عدنان ولينا) نغمات أبدية لموبايلاتهم، فالعودة للطفولة أفضل بكثير من تشويه الذائقة بأغنيات مهجّنة بالأدوات الحديثة ونفخ الصوت بالسيلكون أو الالكترون!.

.. لو أن الأمر يتعلق بي، لرقصت معك slow على موسيقا البرامج القديمة، مثل (آفاق علمية) على وجه الخصوص.. أو تمنيت لك عيداً مباركاً على أنغام موسيقا (من الألف إلى الياء).. فصوت (موفق الخاني) قادر على دفق الحنين في قلبي، أكثر حتى من السيمفونية التاسعة أو بيانو شوبان!. ‏

هكذا، أهديك أجمل الأشعار على موسيقا نشرة الأخبار في السابعة والربع من كل صباح.. ثم أزرّرك مع مريولي الخاكي، وأهرع كي أحفر اسمك على المقعد أو في أعلى السبورة قرب اسم المادة والحصّة وتاريخ اليوم!. سأتخيلك الأميرة المريضة وآتيك بالماء العذب النقيّ.. سأهديك حصان علي بابا ومصباح علاء الدين.. وكي تكوني سعيدة أكثر، سأعطيك كلمة السر كي تدخلي المغارة وتتمتعي بالجواهر النادرة والكنوز.. ستقولين: (افتح يا سمسم) ثم تستسلمي للذاكرة وهي تفتح، كأنك عدت عشر سنين إلى الوراء!. ‏

ستستمعين إلى قصة الدجاجة التي تبيض الذهب آلاف المرات.. ثم تقلبين على ظهرك من الضحك وأنت تراقبين (عبسي) وهو ينهال على الطعام كأنه لم يأكل منذ عشرة أيام!. ‏

لو أن الأمر بيدي، لوضعت ساعة الزمن بشكل مقلوب تماماً، وعدتُ كي أردّد اسمك في الاجتماعات الصباحية.. لو أن الأمر سهل إلى هذه الدرجة، لبقيت أجري خلفك في باحة المدرسة دون أن يرنّ الجرس ولا تنتهي الفرصة على الإطلاق!.. فقط لو أنّ..!. ‏