قوس قزح ملونة صدقا وتعبيرا ولكنها تائهة للصحفي زيد قطريب (2008 )

maha al-nabelsi الجمعة يناير 29, 2010 6:06 am

قبل عيد الأم بقليل !

لاادري ان كان من باب الصدفة, ان ياتي عيدُك متزامنا مع يوم الشعر العالمي ..؟ هل لأنك أصعبُ القصائد وأندرها على الاطلاق ..؟ أم لأنني حتى هذه اللحظة ,لم أقدر على اختصار زرقة عينيك عن طريق الصور والكلمات .. ؟!أربعون عاما وأنا أعدك فوق أصابعي ,ثم أردد اسمك ,العزيز جدا على قلبي , مع تحية العَلَم كل صباح ..! أربعون عاما وانا اشعر بيديك تضغطان فوق معصمي الصغير, وهي تزررَ مريولي الخاكي,وتتوسل أن أجتهد كي أرفع رأس أبي أمام الناس .. أربعون عاما ووجهك الجميل يختبئ بين كتبي , دون أن يتمكن أحد من العثور عليه ابداَ .. حتى دروس القراءة والتعبير كانت تحسدك على حضورك الأبدي معي .. ربما لأنك تتشابهين جدا مع الراسخ المستقر, وربما لأنني أتطابق مع العابر المؤقت العابرعلى الدوام ..!
اسألي أقلام (الريم) والرصاص ,عن وجهك المنقوش باٍتقان شديد فوق ذاكرتي .. اذهبي الى معلمات الصف والباعة الجوالين من بداية شارع الثورة حتى مدرسة (ميسلون) ..سيؤكدون أنني أحفظك تماما مثل (حماة الديار) وأعيد تهجئتك مثل الألف باء..واٍن لم تصدقي,اسألي ايضا عرائس الزعتر الملفوفة بعناية شديدة في محفظتي..افتحي دفاتر الاٍملاء كي تكتشفي أنني أحفظك عن ظهر قلب..!
لقد تغيرتُ كثيرا ياأمي..والعصر قد تغير أيضا كما يؤكد الجميع..حتى اٍنني قد أرسل عبر سماعة الهاتف أو البريد الاٍلكتروني تمنياتي لك بالبقاء فوق رؤوسنا كا لخيمة التي لاتهزها ريح ..فالعالم لن يكتفي بجرة قلم.كما كنا نعتقد ياأمي..حتى أن كل المسلمات قد أعيدَ النظر فيها,وكذلك مقولات الشعروالثوار والقديسين..تعالي وشاهدي العالمكيف يطفو فوق بحور الهراءمثل الزبد تماما,حيث لاشراع نرفعه ..ولامرساة نلقيها.. وربما لايوجدهناك اي مركب من الأساس...!
في يوم الشعر..سوف أهديك العبارات التي لم أتمكن من كتابتها أبداً ..لأنك النص الذي لايمكن قراءته على الاٍطلاق..!