zkatreeb
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أدونيس وفاتح .. وحوار حول الفلسفة والأدب والفن .. أبراج عالية.. ودلاء ألوان!

اذهب الى الأسفل

أدونيس وفاتح .. وحوار حول الفلسفة والأدب والفن .. أبراج عالية.. ودلاء ألوان! Empty أدونيس وفاتح .. وحوار حول الفلسفة والأدب والفن .. أبراج عالية.. ودلاء ألوان!

مُساهمة  Admin الأربعاء نوفمبر 04, 2009 5:50 am

أدونيس وفاتح .. وحوار حول الفلسفة والأدب والفن .. أبراج عالية.. ودلاء ألوان!


دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
الخميس 2 تموز 2009
زيد قطريب
ربما يكون أهم ما في هذه الأمسية الحدث إذا صح التعبير، ليس توقيع كتاب يضم آراء اثنين من رواد الشعر والفكر والتشكيل فقط، إنما في تلك الإضاءة المهمة على فكر وفهم الراحل فاتح المدرّس إزاء قضايا نادراً ما تحدث فيها سابقاً، على اعتبار أن الريشة واللون كانت الوسيلة الأهم في التعبير لديه..

فبالنسبة لمالئ الدنيا وشاغل الناس، فقد سبق أن أشعل الحوارات وفجّر الأسئلة الإشكالية أكثر من مرة، ليس آخرها إعلان (وفاة الحضارة العربية) أو دخولها عصر الانقراض واللحاق بالديناصورات.. هكذا كان بإمكان صاحب (الثابت والمتحول) و(زمن الشعر) و(ديوان الشعر العربي) و(المحيط الأسود)، أن يحرّك البحيرات الراكدة بحجر صغير يلقيه إثر كل كتاب يطبعه، أو بعد كل رأي أو ندوة أو تصريح، ليتحول شخصياً، إلى دريئة تتلقى السهام ممن يعتبرون أنفسهم حماةً للثقافة والحضارة والتاريخ..!. فإذا كانت المواجهة مع أسئلة العيار الثقيل تتطلب جرأةً وحسن تفكيك لمواطن الخلل، وتشخيصاً دقيقاً للبرهة التاريخية التي نمر فيها، فإن أدونيس قد فعلها أكثر من مرة، وربما كان من القلائل الذين مارسوا النقد من باب الإضافة ووضع الإصبع على الجرح دون عواطف أو تمسيح جوخ.. لذلك فإن الذعر الذي يدبّ بين الكثير من المثقفين العرب إثر كل رأي نقدي يطلقه يبدو مبرراً بالفعل.. لكن المفارقة التي تدعو إلى التساؤل هنا، هي تحول الكثير من أولئك إلى مدافعين عن الحضارة والتراث، في حين أنهم بواقع الأمر، لم يتمكنوا من إضافة شيء على ذلك الرصيد، اللهم سوى رواية أو ديوان أو دراسة من درجة الوسط في أفضل الأحوال؟!. جاء أدونيس إلى الأمسية، كي يوقّع كتاباً من نوع مختلف هذه المرة، لعب فيه دور الصحفي عندما دفع المدرّس إلى قول ما لم يقله في السابق، في حوار أقل ما يمكن أن يقال فيه إنه ثقافي فلسفي وأدبي تشكيلي بامتياز.. حتى إن الحضور المتلهف للحصول على رأي أو تصريح، اكتفى بحمل الكتاب مذيلاً بتوقيع الشاعر الذي حرص على تكرار ذات الجملة للجميع (إلى فلان.. مع عميق مودتي) مع رسم حرف الألف عالياً كبيراً مثل الصرخة أو الراية أو الإشارة نحو الصعود!. ‏

انقسم الكتاب أو الحوار، إلى أربعة أجزاء تناولت الإلحاحات المختلفة في الشعر والسياسة والدين والحياة والتشكيل.. كما تضمن رسائل بعثها المدرّس إلى أدونيس بين عامي 0791 و 8991 وهو بقدر ما يناقش قضايا ذات أهمية كبيرة في الثقافة العربية وطبيعة الإبداع ونظرة كل من الرائدين إلى الفن والجمال، فإنه يفسر إلى حدّ بعيد طبيعة البوصلة التي يستند إليها كل منهما في التواصل مع الأفكار والأشياء، تلك البوصلة التي خبرناها جيداً في كتابات أدونيس السابقة، وهي الآن تمارس نوعاً من الكشف النادر والعميق بالنسبة لفاتح المدرّس الذي غالباً ما كان يكتفي بالتلوين ورسم المآلات أو الاحتمالات..!. وربما تأتي أهمية هذا الحوار، من أهمية الشخصين على اعتبار أن الأول شهير بتجديد الكلمات وتحريض الذهن وإشادة الأبراج العالية في كل اتجاه.. أما الثاني فكان يسكب دلاء الألوان الزاهية فوق كل ذلك كي يبدو المشهد أشدّ خيالاً مثل الأراضي البكر!. يقول أدونيس في استهلال الكتاب: (كان فاتح في إبداعه مأخوذاً بألق الحياة وسطوعها، فيما كنت أميل إلى الغوص في معنى هذه الحياة، مأخوذاً بالكشف عن معنى هذا المعنى...) وربما يصدق هنا تعبير أن أدونيس ظل دائماً مشغولاً بالكشف عن الصور والكلمات والأفكار.. فيما المدرس دأب على تلوينها وجعلها بهيّة نضرةً كأنها وُلدت للتوّ.. الآن!. ‏

Admin
Admin

عدد المساهمات : 142
تاريخ التسجيل : 17/05/2008

https://zkatreeb.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى