zkatreeb
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أسعد عرابي وعثمان موسى في غاليري «أيام» .. حوار بصري يسير في اتجاهين!

اذهب الى الأسفل

أسعد عرابي وعثمان موسى في غاليري «أيام» .. حوار بصري يسير في اتجاهين! Empty أسعد عرابي وعثمان موسى في غاليري «أيام» .. حوار بصري يسير في اتجاهين!

مُساهمة  Admin الأربعاء نوفمبر 04, 2009 5:49 am

أسعد عرابي وعثمان موسى في غاليري «أيام» .. حوار بصري يسير في اتجاهين!


دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
الخميس 12 آذار 2009
زيد قطريب
ربما يكون تصوير الطبيعة الصامتة، نوعاً من الحدّ في التداعي والإمعان في محاكاة الدلالات، لكن أنسنة الأشياء المعتادة واستنطاقها على نحو فيه الكثير من خصوصية الفنان ينطوي هو الآخر على قدر كبير من التأويل والإيحاء.. فالموجودات تتحول إلى كائنات غير حيادية مثل تفاحات سيزان أو زهور شاردان مثلاً، أو كالمحيط الذي يحتوي بورتريه الموناليزا كما يصفه أسعد عرابي، حيث من المحتمل أن يكون أكثر تفوقاً على ابتسامة الجوكندا التي أرقت الناس في مختلف العصور..! إنها الطبيعة الصامتة، تلك المشهدية المثيرة للإشكال ومحرضة النظر إلى أبعد الحدود، يلتقطها أسعد عرابي وعثمان موسى في معرضهما الجديد في صالة «أيام» الذي يقام تحت عنوان «حوار بصري» حيث نعثر على تلك الخصوصية التي تؤطر الأشياء فإما تصر على جعلها واقعية تماماً، وإماتضفي عليها ذلك البعد التجريدي على صعيد اللون والخط كي تدفعها للتزود بالعديد من الاحتمالات..


تتقمص لوحات عرابي حالات تشبه الوقوف على الأطلال، فهو، وبرغم ألوانه الزاهية أو الرمادية الداكنة، يسوق نوعاً من الرثاء، وكأن حبات الفواكه أو أواني الزجاج قد تعرضت للتوّ إلى خطب يقتضي تلك التراجيديا المستندة إلى خبرة خاصة في التقاط المفردات.. فعرابي لا يرسم بورتريهات نهائية لأشياء نحفظها تماماً، إنما يحرص على تزويدها بالتجريد والتساؤل وممارسة التعديل عن سبق الإصرار، وذلك ناتج عن انشغاله بماورائية المشهد الصامت الذي يعيد الفنان صناعته بغية الإضاءة على الجانب المظلم أو المجهول للشيء، وهو تالياً، يقود عملية اكتشاف وبحث دؤوب عما هو خارج الزووم حيث على العين أن تستعين بشاعرية الأشياء واحتمالاتها وأيضاً تداعياتها الذهنية والتقنية حين تتواصل مع نوع كهذا من اللوحات. ‏

يرسم عرابي باللون، فاللوحة رغم كونها تجسد مشهداً للأشياء الجامدة، فإن الدخول إليها لابد أن يتم عبر اللون الذي يعطي تلك الأشياء شاعريتها وحالتها النفسية، إذا صح التعبير، فمفردات عربي الصامتة إما أن تكون حزينة ذائبة وإما مبتهجة توشك على الحديث، فهو يرسم ماوراء تلك الأشياء الصامتة ولا يهدف إلى تأطيرها ضمن بورتريه، وإلا لما أمعن فيما يشبه التداعيات التي تصل إلى حد إهمال الخطوط التفسيرية لكثير من الأشياء المرمية على الطاولات، حيث لا نستطيع أن نحدد بالضبط ماهي أسماء تلك الأشكال! فعرابي يبدو مشغولاً بالبعد الرابع وربما أكثر لهذا المحيط الذي يحاوره.. واستناداً لذلك، فإن التواصل مع تلك الكوادر لا بد أن ينفلت هو الآخر باتجاه البحث عن المفاتيح المفترضة لتلك الأعمال. ‏

في لوحات عثمان موسى اشتغال مختلف على الاغراق في التفاصيل، فهو لا يكتفي بالغوض في حيثيات الشيء الواحد والولوج داخل خلاياه حتى يظهره كائناً حياً بالفعل، بل يزينه بتلك الورقة المعلقة على الحائط التي توحي بأصابع إنسان قد وضعتها منذ قليل فقط، الأمر الذي يتكفل بإطلاق تلك الفجائعية المرة تجاه الزمن رغم الصمت المطبق في لغة تلك الأشياء.. يركز موسى كثيراً على التفاصيل، حتى رداء الطاولة الأبيض يبدو حقيقياً وهو ينسدل بانثناءات دقيقة صورها باتقان فريد ومنسجم مع العروق والأخاديد الصغيرة للفواكه المسترخية في الإناء.. فهو يدفع المشاهد لأن يحدق في تفاصيل الشيء كي يدفعه للمقارنة فوراً مع ما يراه على أرض الواقع عندما يكون هذا الشيء ينبض بالحياة، لذلك فإن الحرفية النادرة في التصوير ومهارة التقنيات هي أقل ما يمكن أن توصف به لوحات موسى التي تتجه إلى رؤية مختلفة كثيراً عما صنعه عرابي، وذلك طبعاً يرتبط بخصوصية التجربة وذاتية الفنان ورؤيته في التعامل مع الطبيعة الصامتة بشكل عام.



لوحات موسى تثبت مهارته الواضحة في تثبيت اللحظة ضمن بورتريه الأشياء المحتفى بها في اللوحة، حتى إن المشاهد يدهش من فرط اتقان الفنان لغة التواصل مع الأشكال حتى تبدو حقيقية تنبض بالحياة، فهو وإن كان لا يحاول إعادة اختراعها من جديد، فقد ظلت قادرة في الوقت نفسه على إثارة التداعيات، وذلك انسجاماً مع ما ينطوي عليه تصوير الطبيعة الصامتة بشكل عام. ‏

في «حوار بصري» يشتغل كل من عرابي وموسى من خلال رؤية خاصة وتجربة فنية مختلفة في التقاط الطبيعة الصامتة، فالأشياء لايمكن أن تُقرأ معزولة عن الظلال أوعن خلفية اللوحة وتفاصيلها المختبئة بين ثنايا اللون، تلك البانوراما التي تنحو عند موسى باتجاه الواقعية والتصوير الدقيق للمفردات، أو تراهن على ماهو وراء المشهد بكل ما يحتمله ذلك من تداعيات كما هو الأمر عند عرابي، مع الأخذ بالحسبان أن تصوير الطبيعة الصامتة بحد ذاته ينطوي على الكثير من المعاني والدلالات، سواء اعتبرنا ذلك امتحاناً في التصوير كما يسميه عرابي، أو ابتعاداً عن الدلالات واستراحة للفنان، فإن الحساسية المتولدة جراء تناول هذا الموضوع، كانت كفيلة بتحميله أبعادا إضافية ساهمت في شحذ رهافة التلقي تبعاً لأنسنة تلك

">الأشياء.. ‏

Admin
Admin

عدد المساهمات : 142
تاريخ التسجيل : 17/05/2008

https://zkatreeb.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى