zkatreeb
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الفنانة الإيرانية فريدة لاشايي في صالة رفيا للفنون

اذهب الى الأسفل

الفنانة الإيرانية فريدة لاشايي في صالة رفيا للفنون Empty الفنانة الإيرانية فريدة لاشايي في صالة رفيا للفنون

مُساهمة  Admin الأربعاء نوفمبر 04, 2009 5:47 am

الفنانة الإيرانية فريدة لاشايي في صالة رفيا للفنون..تخطيات لونية مختلفة وجرأة تقتحم العالمية باقتدار!


دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
السبت 10 تشرين الأول 2009
زيد قطريب
تنطوي أعمال الفنانة الإيرانية العالمية فريدة لاشايي على سحر من نوع خاص، ليس من جانب اشتغالها المختلف على اللون فقط، بل فيما يخص رؤيتها الاجتماعية والتاريخية للفن ودوره في تصوير التحولات المختلفة أو التبشير بها.

وإن نظرة على مجمل اللوحات التي تقدمها في معرضها المقام حالياً في صالة (رفيا) للفنون بدمشق، يمكن أن تكشف إلى حد بعيد جزءا مهماً من التجربة الفنية الإيرانية أثناء عبورها إلى العالمية، ففريدة التي زاولت التصوير الزيتي منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، ثم أكملت دراستها في الجامعات الأوروبية، استطاعت أن تحقق حضوراً مهماً في المشهد التشكيلي العالمي، وذلك عبر حضور لوحاتها في أهم الأماكن الثقافية والمتاحف في العديد من دول العالم.. وربما تكون دراسة فريدة للأدب الألماني في فرانكفورت ونشرها رواية (جاء ابن آوى) عام 2003 التي وصفها النقاد بأنها شكل أدبي بين الكتابة والرسم الزيتي، نقطة مهمة تساعد على الإلمام بتلك التجربة ومحاولة كشفها بالشكل الصحيح.



تشتغل لاشايي على اللون بشكل مثير، فالاندلاعات المتباينة أو النافرة على السطوح الغامقة، أو الإزدهار المتشابك لغابات الألوان الزاهية، يكاد يكون سمة عامة في لوحاتها الزيتية، حيث من الممكن العثور دائماً على ذلك اللون الصادم والمفاجىء الذي يعد الحامل الأساس في العمل دون التعويل على الخطوط والتفاصيل على صعيد الشكل، فمتلقي اللوحات هنا، عليه شحذ مخيلته بشكل حاد جداً، لأن وابل اللون الغريب لا يحمل متعة نادرة على صعيد الذائقة البصرية فحسب، بل ينطوي على جميع المكنونات التي أرادت الفنانة إيصالها، سواء عندما يتلاشى ويوشك على الغياب، أو عندما يبدو فجّاً جارحاً كأنه يقول إنني هنا.. فمخيلة لاشايي اللونية تبدو غنية وثرّة يمكن العثور عليها في مجمل الانبجاسات التي ترتفع أو تهبط كخط بياني بين لوحة وأخرى، لدرجة أن غابات الألوان تلك، تحتاج عيناً خبيرة تفك تشابكاتها المزدحمة مرات إلى حدود الغموض، أو الواضحة في أماكن أخرى إلى درجة البوح بكل شيء.. ففريدة تلون بطفولية واضحة نستطيع العثور عليها في الكثير من الأعمال، لكنها في الوقت نفسه تزداد حدة وتعقيداً تبعاً للموضوع المتناول هنا، لكنها في كل ذلك تراهن على اللون قبل كل شيء، اللون المتحرك بشدة إلى درجة استعصائه على الرصد، والساكن المستقر أو المنساب بعفوية كأنه يفضي إلى المقولات والخلاصات!. ‏

من أعمال لاشايي الشهيرة لوحة (غداء في حديقة ملت) التي حاكت فيها لوحة (غداء على العشب) للفنان إدوارد مانيه المرسومة سنة 1963 وهي تصور امرأة عارية تتناول الغداء مع رجلين.. فتصور لاشايي ثلاثة أشخاص (إيرانيين) يجلسون بصورة مطابقة تقريباً للوحة مانيه، ومعهم امرأة ترتدي ملابسها إنما تكون حاسرة الرأس ويظهر كاحلاها بشكل واضح، في إشارة إلى ذلك التباين بين الشرق والغرب فيما يخص النظر إلى المرأة والجسد والعار أو الحرام.



لوحات لاشايي تفتقر إلى الخطوط في الغالب، إذ هي تعول على اللون كما أسلفنا، لكن عندما تشاء زراعة لوحتها بالخطوط فإنها تأتي ضمن السياق العام لجملة الألوان المتشابكة، وكأن الخطوط مجرد تحصيل حاصل لغابات الألوان تلك، فهي في منهجها تمارس عملية مزج هائلة لجميع التفاصيل الدقيقة التي تريد إيصالها لذلك فإن عملية فرز الألوان تعد مفتاحاً مهماً في عملية العبور والكشف عن هذه الأعمال.. هكذا يمكننا العثور على الأفكار ملطخة متلاشية بنداءات يرتكبها اللون مع ما يجاوره من فسحات بياض أو ألوان نقيضة تريد لاشايي منها أن تبعث على المفارقات والتداعيات، وإن أقل ما يمكن أن توصف بها ألوانها هي الصدمة ونقاط التركيز النافرة على سطح اللوحة الواحدة، سواء كانت الفنانة كئيبة تنطلق من تأمليةٍ ما في عملية السرد اللوني هذه، أو كانت تحاول إثارة فكرة أو إحساس ما تجاه مختلف القضايا التي عالجتها. فالخط البياني للوحات لاشايي يبدو محسوما باتجاه ما في كل عمل، سواء صعوداً باتجاه الكادر الأعلى حيث يتكاثف ويحتشد هناك، أو بشكل أفقي يعبر اللوحة من منتصفها تماماً كي يكتمل في نقطة المركز كل ما تريده من بهاء لوني يبعث على الدهشة والإثارة في آن معاً.. حتى عندما تريد الاستناد إلى الخطوط كحوامل لغمامة اللون، فإنها تصورها على شكل الصعود اللوني الذي لا تريد منه سوى الإشارة إلى النقطة الجوهرية في العمل وهي دائماً بيت القصيد الذي يلخص جميع مقولات هذا العمل مع ما يرافقه من تداعيات واحتمالات. ‏

تجربة لاشايي اللونية تسجل فرادتها وخصوصيتها، ليس على صعيد المشهد البصري فحسب، بل أيضاً من جهة تقديم الفكرة على أعمدة اللون واحتراف مزجه بشكل يظل قادراً جمع الميزة التقنية والفكرية معاً، وهي تجربة تستحق الوقوف والتأمل وتحمل الكثير من الاجتهاد على صعيد التحليل

والكشف. ‏

zkatreeb@yahoo.com

Admin
Admin

عدد المساهمات : 142
تاريخ التسجيل : 17/05/2008

https://zkatreeb.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى