.. يا حرام..! 00

قوس قزح .. يا حرام..!


دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 4 تموز 2009
زيد قطريب
آمنّا أن قيام بناء مخالف داخل السور في ساحة باب توما، يمكن أن يتحول إلى أمر واقع، مادامت الجهة المسؤولة عن حماية الآثار في المدينة القديمة قد نامت، أو تمّ تنويمها وفق أسلوب (ماني شايلك من أرضك) أو (أعلى ما بخيلك اركبو) هذا إذا كنت تملك خيلاً أو أحصنة من الأساس..! آمنّا وصدقنا أن العقارات التي تم استملاكها في وقت ما، من أجل إظهار الباب الأثري وتجميل الساحة وتوسيعها في باب توما، يمكن أن تحل مكانها كتل من البيتون المسلح التي لا تخالف شروط البناء في تلك المنطقة القديمة وحسب، وإنما ترتفع عالياً، حسبما تفيد الرخصة، لتتجاوز خمسة عشر متراً، مع عدم الالتزام بضرورة ترك الوجائب ومخالفة معظم شروط نظام البناء المحدد بالقانون لمدينة دمشق القديمة..!.

آمنّا وصدّقنا، أن أجدادنا القدامى، لم يبنوا في السابق أكثر من طابقين في تلك المنطقة، نظراً لعدم توافر مواد البناء.. وتبحتروا كثيراً بفرد الفُسح السماوية والمناور والوجائب كنوع من الفرفدة التي ليس لها لزوم..! وسلّمنا أن قرارات الإدارات الثقافية في البلد، والتي تضع شروطاً للمحافظة على الآثار وتراث الأجداد، يمكن أن تتعامل معها أية ورشة بناء أو بلدية أو مجلس محافظة وكأنها مجرد حبر على ورق..!. ‏

اقتنعنا بكل ذلك أيها السادة، لكن لابد أن تخبرونا وعلى جناح السرعة، أين ذهبت الآثار التي نتجت عن حفرة مساحتها حوالى 053متراً مربعاً وعمقها أربعة أمتار؟ أين ألقت السيارات التي رحّلت التراب الناتج عن الحفر حمولتها؟ وهل نجا من شفرات التركسات بعض الجرار والتيجان وغيرها من الأدوات القديمة؟.. فالقطع المرمية على الرصيف قرب الحفرة تشير إلى أن ما جرى أفظع من إنشاء بناء حديث ومخالف داخل السور..! وإن لم تصدقوا فاسألوا الجيران والأهالي الذين هرعوا لكي ينقذوا ما يمكن إنقاذه وذلك بنقله إلى منازلهم كيلا يظل في العراء!. ‏

اقتنعنا بأن حفرتكم ضرورية ولا مفر منها، لكنها تهدد الآن بانهيار الأبنية المجاورة والمصنفة أثرياً.. وإن لم تصدقوا فانظروا إلى حال العقار 290­4 جراء حفرتكم الحنونة تلك!. ‏

في الماضي كنا نقول: من لا يملك ماضياً، يصبح المستقبل بالنسبة إليه مثل سيخ الشاورما.. قطش.. ولحش.. ودفش.. يا حرام!. ‏

mailto:zkatreeb@yahoo.com‏

‏