.. ..للوهلة الأولى!

قزح.. ..للوهلة الأولى!


دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 28 آذار 2009
زيد قطريب
للوهلة الأولى، يؤمن الصحفي بتغيير العالم عبر الكلمات والنصوص.. ولاحقاً يقتنع بأن أي تبديل هزيل أو من (قريبو) هو إنجاز يستحق الثناء بالفعل..!.

للوهلة الأولى يظن الصحفي نفسه الدرع المدافع عن حقوق الناس والصالح العام.. ثم يكتشف بأنه ليس إلا الدريئة التي عليها استقبال السهام من كل الجهات..!. ‏

للوهلة الأولى يعتقد أن المدارس لابد أن تخرّج أشخاصاً يشبهون فيثاغورث وسيبويه، ثم يكتشف أن مجرد قدرتهم على فكّ الحرف يعد نجاحاً كبيراً بكل المقاييس..! للوهلة الأولى يعتقد أن من واجب المسؤولين شقّ الشوارع العريضة والأوتوسترادات، ثم يقتنع بأن ترقيع الزفت وردم الحفر أو تخفيف المطبات، تعد إنجازات يمكن أن تُسجّل للتاريخ..! ‏

للوهلة الأولى، يعتقد أن قانون المطبوعات الجائر الذي شارك بصياغته زملاؤه (الصحفيون)، لا يمكن أن يدوم إلى أبد الآبدين.. ثم يقتنع أن آماله بقانون أكثر رأفة وعدلاً سيبقى حلماً على الأجيال تصوّره إلى ما شاء الله..!. ‏

للوهلة الأولى، يكتب الصحفي على أساس أن الأمور تسير بكل ثقة إلى الأمام.. ثم يقتنع بأن المراوحة في المكان هي من علامات الثبات وعدم الرجوع للخلف كأضعف الإيمان..!. ‏

في البداية يبتهج الصحفي أنه أصبح عضواً في اتحاد يضم نخبة السلطة (الرابعة) بامتياز.. ثم يكتشف أن كل ما سيجنيه من تلك النقابة هو تعويض الوفاة وإعلان النعية في أفضل الأحوال..!. ‏

في البداية، يأمل الصحفي أن تفتح الوزارات والدوائر أدراجها أمام الإعلاميين من أجل الحصول على المعلومات عملاً بقرارات مجلس الوزراء.. ثم يكتشف أن تلك المؤسسات قادرة على اختراع الفلاتر والمصافي بحيث لا يأخذ أحد منها حقاً أو باطلاً على الإطلاق..!. ‏

للوهلة الأولى، يعتقد الصحفي أنه سيغير العالم عبر الكلمات والنصوص.. ثم يكتشف، على طريقة زياد رحباني، أن تغيير (البنطلون) هو أفضل ما يمكن أن يفعله.. هذا إذا تيسّرت الظروف..! ‏

‏

mailto:zkatreeb@yahoo.com‏

‏

‏

‏