فوارق مع التعديل!

قوس قزح.. فوارق مع التعديل!


دمشق
صحيفة تشرين
رزي
السبت 6 شباط 2009
زيد قطريب
لا تختلف قسائم المازوت عن الباصات الخضراء الطويلة، إلا من حيث اللون فقط، فعدا عن أن المواطن يحمل الأولى إلى السوق السوداء وهو يدرك أن مبلغ العشرة آلاف ليرة، يمكن أن يشكل حلاً ريثما يأتي الشتاء ويتدخل القدر كي يفرجها مرة أخرى.

فإنه في الثانية يجلس مطمئناً إلى أن العودة باتجاه باصات الثمانينيات لا يمكن أن تنقذه من اختناقات المرور وتلوث البيئة والكثير مما بات يعرف بالتناسل المخيف للجرادين البيضاء..! ‏

الأولى التي هي قسائم المازوت هنا، تؤكد بأنه دائماً هناك فئة تحسن التهام الكتف والاستفادة حتى من نسمة الهواء، أما الثانية فتجبره على الاقتناع بأنه كلما كان الحديث طويلاً عن ضرورة توفير نسمة الهواء لأجل المواطن إياه، لابد أن يتوسل كي تأتي العواقب سليمة إن شاء الله.. ففي الأولى تحمل (منّيّة) أنه مدلل ومدعوم.. وفي الثانية جلس لكي يترحم على أيام زمان..! ‏

لا تختلف باصات النقل القديمة، عن الخضراء الجديدة سوى في تسريحة الشعر ونوعية العطر و (اللوك) الأولى تفرض على الركاب أن يديروا ظهورهم ويحدقوا عبر النوافذ من باب التطنيش، أما الثانية فمقاعدهم المتقابلة تلزمهم بالتحديق في وجوه بعضهم وكأنهم أناس قادمون من المريخ، الأولى هجينة ومشرشحة وغير معروف (أصلها منين) والثانية تبدو حتى اللحظة محترمة وبنت عالم وناس، الأولى محسوبة على البروليتاريا وتركة القطاع العام، أما الثانية فهي مع الخصخصة والاستثمار واقتصاد السوق..! ‏

لا يختلف شيء مما نخطط له أو نفعله الآن عما سبق أن فعلناه في السابق ثم تراجعنا عنه لاحقاً بدعوى أن التراجع عن الخطأ فضيلة، أو أن الفضيلة لا شك سوف تأتي ولو إثر بحر هائل من العثرات والأخطاء (بعيد من هون) ! لم يختلف شيء أبداً، سوى أن متعة الوقوع في الحفرة للمرة المليون قد أصبحت قدراً علينا استقبالها لها بالكثير من العرفان وراحة الضمير.. فنعيماً.. وهوب وهوب..! ‏

‏

mailto:Zkatreeb@yahoo.com‏