.. ماذا في البلازا؟

قزح.. ماذا في البلازا؟


دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 11 نيسان 2009
زيد قطريب
استوعبنا سابقاً أن الكثير من النقابات تدافع عن أعضائها حتى لو كانت أخطاؤهم واضحة مثل عين الشمس.. فنصرة (العضو) سواء أكان ظالماً أم مظلوماً، تعدّ من الأهداف العريضة لتلك المؤسسات، وهي تستقتل بالتالي من أجل ألا يُدان (العضو) حتى لو أخطأ بحق الصالح العام.. لكن أن يصبح تحصيل حقوق الأعضاء من نقاباتهم حلماً، فتلك مفارقة تستحق أكثر من الوقوف والتأمّل والاندهاش..!.

ستة عشر عاملاً في فندق البلازا التابع لاتحاد عمال دمشق، تم فصلهم من العمل منذ عدة سنوات، ورغم أنهم رفعوا دعاوى قضائية نال معظمهم بموجبها أحكاماً قطعية تقضي بإعادتهم للعمل كما تقتضي الأصول، إلا أن الاتحاد فضّل أن يعمل المستحيل من أجل ألا يعودوا إلى وظائفهم مكرمين مرفوعي الرؤوس كما يقولون..! هكذا ذهبت مناشدات المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية أدراج الرياح.. أما أحكام القضاء التي لا يختلف حولها اثنان، فمازالت تنتظر إشارة (الأوكي) على رفوف الاتحاد..! مرمطة وطوابع ومسلسل مكسيكي من المراجعات.. والعمال إياهم مازالوا يحلمون بالحصول على كامل التعويضات والرواتب والترفيعات..!. ‏

ستة عشر عاملاً في فندق البلازا، يفكرون الآن باللجوء إلى العرّافات وتبييض الفال والضرب بالشيش طاووق..! فقد سُدّت السبل ولم يعد ينفع حتى تبويس الشوارب وتمسيح الجوخ..!. ‏

ستة عشر عاملاً في فندق البلازا، لم يموتوا من أجل صندوق هذه المرة، فرغم أن القصة لا علاقة لها بالفيلم الكرتوني الشهير جزيرة الكنز، ولا هم يحزنون.. فإن جلّ ما يخشاه سعيدو الحظ أولئك، أن يتحول حلمهم بالرجوع لفردوس البلازا، إلى صندوق مغلق لا أحد يعرف أين يكمن مفتاحه على الإطلاق..!. ‏

ستة عشر عاملاً طُردوا من أجل مفتاح.. أفضل من (صندوق) مقفل.. على كل حال!. ‏