مجرد.. أفلام كرتون!

قزح.. مجرد.. أفلام كرتون!


دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 21 شباط 2009
زيد قطريب
في أفلام الكرتون، يفوز دائماً الفأر الضئيل (جيري)، حتى ولو اجتمع عليه أربعة هررة من شكل القطّ (توم)..! فجيري قادر على توجيه الأحداث واستثمارها لصالحه إلى أبعد الحدود، حتى وإن كانت الأخطاء قد تلبسته تماماً، فهو يخرج منها مثل الشعرة من العجين..! جيري، الذي يقشعرّ الناس من منظره في الحقيقة، ويكافحونه بزرع المصائد والطعام المسموم، يتعاطفون معه، ثم يذرفون الدموع من أجل عينيه إذا ما ظهر على التلفزيون مهزوماً أمام الهرّ توم..!.

.. في أفلام الكرتون، على الأطفال أن يقتنعوا بأن الدجاجة اللطيفة (كوكي) التي تعمل ممرضةً عند الفيل الحكيم (فوفو)، هي ذاتها التي نقطّعها ثم نقليها على الغاز، أو نضعها في الفرن كي نأكل من لحمها (مسخّن) أو (بطاطا على فروج)!. ‏

.. في أفلام الكرتون، مازالت الأمهات يخوّفن أبناءهنّ بقدوم (الوحش الشرير) (هانيبال)، من أجل أن يهدأ الأولاد ثم يناموا باكراً..! (هانيبال) السوري، الذي عَبَر جبال الألب منذ آلاف السنين كي يحاصر روما، يشبّهه أطفالنا الآن بـ (دراكولا) مصّاص الدماء، من غير أن نعلم أننا نحارب أنفسنا من حيث لا ندري.. فالقصة بالنسبة إلينا.. مجرد أفلام كرتون!. ‏

.. في أفلام الكرتون، نستقبل ملوثات الذوق عن طيب خاطر.. وحالات الفصام بامتنان شديد، ثم نتجرع إكسير العنف على سبيل تمضية الوقت والتسلية لأن الأطفال قد هدؤوا أخيراً.. والفضل طبعاً يعود لتلك النعمة التي يسمونها.. أفلام الكرتون..! ‏

.. في أفلام الكرتون، يُعاد تشكيل مخيلات جيل كامل، بهستيريا الرعب والوجوه القبيحة، دون أن ننتبه أو نأخذ الأمور على محمل الجدّ... فالقصة كما نتصور، ليست سوى.. أفلام كرتون.. (بعيد من هون)!. ‏

‏