مزرعة نصري.. كرت أحمر!
صفحة 1 من اصل 1
مزرعة نصري.. كرت أحمر!
قوس قزح.. مزرعة نصري.. كرت أحمر!
دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 24 كانون الثاني 2009
زيد قطريب
لم يأت محافظ دمشق إلى الاجتماع المقرر مع أهالي مزرعة بيت نصري المنذرين بالهدم، رغم أنه صاحب الدعوة إلى هذا اللقاء الذي أصبح الأمل الأخير لمئات المنازل المهددة بالجلوس على ترّاسات (الحسينية) في أحسن الأحوال، أو بالترحيل إلى المجهول وهو الأرجح كما جرت العادة حين تنفيذ استملاكات الدولة التي تمت منذ عشرات السنين ثم نامت كي تستيقظ فجأة على مدن كاملة من المخالفات التي لا خيار لها الآن سوى المبيت في العراء..!.
فعلى طريقة (فيك الخصام وأنت الخصم والحكم) سيكون على السكان أن يستقبلواعن طيب خاطر، جرافات المحافظة مع التبريرات التي لا تقنع أحداً في الوقت نفسه.. (سنعوض من كان ساكناً قبل صدور الاستملاك) أما من تبقى (فيفتح الله)! اذهبوا واصنعوا ما شئتم من العرائض والاحتجاجات ونحن سوف نعمل ما في رأسنا، وإن لم تصدقوا اسألوا جيرانكم في مزرعة نصري نفسها، أو اذهبوا إلى كفرسوسة كي تكتشفوا من الناس الذين طارت بيوتهم في الأوتوستراد الجديد أي نعمة يعيشون فيها الآن!.
الطريف في الأمر أن ما سيقوم مكان مئات المنازل المهددة بالهدم في مزرعة نصري الآن، هو سلسلة من الأبراج العالية، وكأن تخصيص أولئك السكان ببرج سكني أو أكثر يقومون بدفع ثمنه تقسيطاً مثلاً، يعد من رابع المستحيلات أو سابعها، فحل إشكالية الأحياء المخالفة التي يصل سكانها إلى نصف سكان المدينة تقريباً، ظل محكوماً بقرارين صدرا سابقاً عن وزير الاسكان وقد حرصا على اختصار المعوّضين في كل الأماكن المخالفة إلى أدنى الحدود..!.
يعتقد المسؤولون أن تطوير المدينة ينحصر في الأوتوستراد والأبنية العالية وفسحات شمّ الهواء التي يجب توزيعها بعناية وسط هذا الكم الهائل من الزحام.. ونعتقد نحن أن زينة المدينة هم سكانها سواء كانوا من فصيلة (الطابو الأخضر) أو الأصفر أو من الذين لا مستندات لديهم على الإطلاق..!
ألم يقل أجدادنا يوماً: على الذئب ألا يموت من الجوع، لكن بشرط ألا تفنى في سبيله جميع الأغنام..؟!.
دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 24 كانون الثاني 2009
زيد قطريب
لم يأت محافظ دمشق إلى الاجتماع المقرر مع أهالي مزرعة بيت نصري المنذرين بالهدم، رغم أنه صاحب الدعوة إلى هذا اللقاء الذي أصبح الأمل الأخير لمئات المنازل المهددة بالجلوس على ترّاسات (الحسينية) في أحسن الأحوال، أو بالترحيل إلى المجهول وهو الأرجح كما جرت العادة حين تنفيذ استملاكات الدولة التي تمت منذ عشرات السنين ثم نامت كي تستيقظ فجأة على مدن كاملة من المخالفات التي لا خيار لها الآن سوى المبيت في العراء..!.
فعلى طريقة (فيك الخصام وأنت الخصم والحكم) سيكون على السكان أن يستقبلواعن طيب خاطر، جرافات المحافظة مع التبريرات التي لا تقنع أحداً في الوقت نفسه.. (سنعوض من كان ساكناً قبل صدور الاستملاك) أما من تبقى (فيفتح الله)! اذهبوا واصنعوا ما شئتم من العرائض والاحتجاجات ونحن سوف نعمل ما في رأسنا، وإن لم تصدقوا اسألوا جيرانكم في مزرعة نصري نفسها، أو اذهبوا إلى كفرسوسة كي تكتشفوا من الناس الذين طارت بيوتهم في الأوتوستراد الجديد أي نعمة يعيشون فيها الآن!.
الطريف في الأمر أن ما سيقوم مكان مئات المنازل المهددة بالهدم في مزرعة نصري الآن، هو سلسلة من الأبراج العالية، وكأن تخصيص أولئك السكان ببرج سكني أو أكثر يقومون بدفع ثمنه تقسيطاً مثلاً، يعد من رابع المستحيلات أو سابعها، فحل إشكالية الأحياء المخالفة التي يصل سكانها إلى نصف سكان المدينة تقريباً، ظل محكوماً بقرارين صدرا سابقاً عن وزير الاسكان وقد حرصا على اختصار المعوّضين في كل الأماكن المخالفة إلى أدنى الحدود..!.
يعتقد المسؤولون أن تطوير المدينة ينحصر في الأوتوستراد والأبنية العالية وفسحات شمّ الهواء التي يجب توزيعها بعناية وسط هذا الكم الهائل من الزحام.. ونعتقد نحن أن زينة المدينة هم سكانها سواء كانوا من فصيلة (الطابو الأخضر) أو الأصفر أو من الذين لا مستندات لديهم على الإطلاق..!
ألم يقل أجدادنا يوماً: على الذئب ألا يموت من الجوع، لكن بشرط ألا تفنى في سبيله جميع الأغنام..؟!.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى