.. مهدّئات..!

قوس قزح.. مهدّئات..!


دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 12 أيلول 2009
زيد قطريب
بعد أن اخترعوا (النت وتقنيات الماسنجر والفيس بووك)، تعالي ندخل باسمين مستعارين كي نشعر أننا نبدأ من جديد..!

لن ننتظر حتى ينتهوا من تزفيت المتحلق الجنوبي أو يقضوا على إنفلونزا الخنازير.. سنتبادل باقات الورد من خلف الكمّامات الواقية والأغطية الزرق.. سيختار كلٌّ منّا أيقونته المميزة ثم ننهالُ بسعادة كبيرة فوق أصابع الكيبورد.. حتى عندما نشعر بارتفاع حرارتنا إلى الدرجة الألف، سوف نكتفي بإرسال رسالة sms ، سوف نلتقي في صندوق البريد العاجل مثل برقيتين وصلتا عن طريق الخطأ من نهاية أصقاع الأرض!.. لن ننتظر الحكومة حتى تقضي على مشكلات المرور ومنازل الصفيح.. تعالي نركب باصات (الكيوي)، ونشعر أننا مجرد سيّاح على الكورنيش!.. ‏

بعد أن أصبحت الأوبئة تقاس بالكيلوغرام، تعالي نتبادل حبوب السيتامول عبر الإيميل!.. سنضغط زرّ المهدئات حتى لا يبقى هناك أدرينالين على الإطلاق.. لن ننتظر حتى نموت من ضيق التنفس والسعال.. سنتخيل الصيدليات قد تحولت إلى بارات، والفنادق إلى حدائق، والمشافي إلى كراجات..! لا تتسرعي بضغط إشارة الخروج، فربما أكون أنا الزائر رقم مليون.. سننسى أن نسقي زهرة الخراب هذا اليوم، فنتقابل وكأننا وصلنا من المريخ أو بلوتو منذ لحظات.. لن ننتظر حتى ترخص البيوت في مشروع دمر.. سنبعث رسائلنا مع الغربان على أساس أنها حمام زاجل.. ونستنشق التلوث بافتراض أنه أوكسجين.. سنطلّ من خلف سحب الكربون والسرافيس البيض، كي نقول للمدينة التي نعشقها: صباح الخير..!. ‏

لن ننتظر (مفاضلة) منح قسائم المازوت.. سنتبادل الحرارة مع بائعة الكبريت في عز الثلج.. فنجلس معها القرفصاء قرب النار، ثم نفرك أصابعنا بسعادة ونقول: يااااه..!. ‏

لن ننتظر حتى تنقرض البطالة وتصبح معضلة العقارات في خبر كان..! تعالي ننسى احتساء الكآبة وندخل كغريبين التقيا للتوّ على أثير النت.. فقط اضغطي زر (الكونكت)..حتى نصبح معاً.. أون zkatreeb@yahoo.com ‏