..موضة! 000

قوس قزح..موضة!


دمشق
صحيفة تشرين
منوعات
السبت 10 تشرين الأول 2009
زيد قطريب
كلما تغير النجم، كان على فريق الكومبارس أن ينقلب هو الآخر، فيستبدل مثلاً، الفانتازيا بالواقعية السحرية، أو العباءات بربطات العنق، والإبل بالسيارات، وحداء العيس بتمسيح الجوخ والشوباش بالمجان!.

.. كلما تغير اللوك.. بات على الإكسسوارات والمكياج أن تذهب فرق عملة.. هكذا قامت سراويل الخصر الواطي، باحتلال واجهات المحلات على حساب الشارلستون والبرمودا.. وارتفع شأن كنزات (البدي) على حساب قمصان الجوخ.. والشعر المجعد الملفوف قسرياً بفعل (الجلّ)، على حساب الشعر المنساب على طبيعته كالحرير، والعدسات اللاصقة على حساب العيون الزرق والشهل والعسلية والسود..!. ‏

كلما تبدلت الموضة، كان على قناني العطر ومساحيق الوجه أن تتبدل هي الأخرى، بحيث تتناسب مع تغيّر وجهة الريح أوانقلاب أذواق البشر انسجاماً مع قوانين السوق الجديد..! فكلمة موضة هي المبرر الذي يدفع الجميع لأن يخلعوا جلودهم عن طيب خاطر، ثم يرتدوا (ماسكاتهم) المعدّة سلفاً، وهم مرتاحو الضمير..!. ‏

موضة.. هي الكلمة التي تجعلنا نقبل كل ذلك وكأن شيئاً لم يكن.. هكذا بات يرتفع شأن الهراء والكلمات المكتوبة على عجل، على حساب النصوص التي قيل يوماً إنها ستغير التاريخ.. وهكذا أصبحنا نعثر على الشعراء بالآلاف، لكننا في الوقت نفسه نبحث عن الشعر تحت المجهر والتلسكوب..! ‏

.. موضة، هي الجوكر الذي رفع شأن الثرثرة بذريعة أنها سرد، و(طقَّ الحنك) على أنه قصّ، وآلاف الكتب بدعوى أنها روايات!. ‏

كلما تبدّل العصر.. وارتفع شأن بضاعة التقليد والستوكات.. بات علينا أن نترحّم على ما سبق ونقول: رزق الله على الماضي... وعلى أيام العربيّات..!.