zkatreeb
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المرود والمكحلة) في دار الأسد للثقافة والفنون .. أداء مميز.. ونص ينحو باتجاه الاستشراق..!

اذهب الى الأسفل

المرود والمكحلة) في دار الأسد للثقافة والفنون .. أداء مميز.. ونص ينحو باتجاه الاستشراق..! Empty المرود والمكحلة) في دار الأسد للثقافة والفنون .. أداء مميز.. ونص ينحو باتجاه الاستشراق..!

مُساهمة  Admin الأربعاء نوفمبر 04, 2009 5:52 am

(المرود والمكحلة) في دار الأسد للثقافة والفنون .. أداء مميز.. ونص ينحو باتجاه الاستشراق..!


دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
الاثنين 25 أيار 2009
زيد قطريب
منذ الإعلان عن عرض (المرود والمكحلة) خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد لهذه الغاية بمشاركة الجهات المنتجة والداعمة وهم هنا مؤسسة (سيدا) ومعهد الدراسات الدرامية في استوكهولم والمجلس الثقافي البريطاني، كان يكفي مقولة (دعم الكتابة المسرحية الجديدة) أن تشكل حافزاً إضافياً من أجل مشاهدة العرض ومحاولة استقباله بالشكل النقدي اللائق الذي يشرح نوعية تلك الكتابة (الجديدة) وطبيعة الهواجس التي تشتغل عليها مادام العنوان العريض التي رفعته تلك الجهات هو جدّة الكتابة المسرحية ودعم المسرحيين الشباب.. فالعمل هو نتاج ورشة عمل أقيمت في دمشق عام 2007 بمشاركة واحد وعشرين كاتباً شاباً من سبعة بلدان عربية، وهو لأجل كل ذلك يستحق أكثر من عجالة سريعة يمكن أن تمر مرور الكرام، تبعاً لأهمية الجهات الراعية، وانسجاماً مع العنوان المغري هنا وهو (الكتابة المسرحية الجديدة).. فهل شكل ذلك (اللوغو) المثير رافعة لعمل اختار أن يعود ثمانين سنة إلى الوراء كي يؤرخ لحقبة تهجير الأرمن وتعرضهم للمذابح الشهيرة تاريخياً، ثم احتضانهم من قبل السوريين في الشمال وصولاً إلى بقية المناطق في الداخل والجنوب؟ وهل (الكتابة الجديدة) هنا، هي بمثابة قراءة مختلفة لتلك الحقبة التاريخية، أم إنها تفسير وتحليل لمكونات المجتمع السوري الذي تمكن على مر العصور من حياكة نسيجه الخاص مستفيداً من تمايز تلك الروافد كعوامل إثراء وغنى تزيد ذلك النسيج بهاء وتألقاً مثل ألوان قوس قزح؟.

في هذا الإطار، لم يستطع العمل تحمل عبء شعار (الكتابة الجديدة) التي طرحها المشروع ككل، تبعاً للعثرات الكثيرة التي عانى منها النص، خصوصاً من جهة انعدام البوصلة في كيفية تقديم المبرر المنطقي لاختيار الفكرة، التي لم تكن تاريخية أو توثيقية مستندة إلى أرقام وتواريخ وإحصاءات، ولم تكن في الوقت نفسه مشغولة بخلاصات تدعو بشكل واضح إلى التركيز على وحدة النسيج المجتمعي رغم تعدد المكونات والروافد المكونة له، وكأن النص أراد أن يظهر على الحياد، اللهم إلا إذا كان هدفه تذكير الناس بتلك الروافد الاجتماعية التي تشكل النهر السوري العظيم، دون تدخل ايديولوجي يدعو إلى إعادة الاعتبار إليها أو تمجيدها بشكل واضح عبر الجمل والعبارات سوى في بعض الأماكن التي كانت نافرة وغير منسجمة مع مجريات العمل كذكر مصطلحات كالأرمن والشركس على سبيل المثال..!. ‏

يستطيع المشاهد أن يتساءل عن ذلك الرابط الغريب بين الديكور في العرض والنص المشغول على أساس تقديم المجتمع كجماعات وأقليات، فالمنصات المتحركة كجزر معزولة تضم على سطح كل واحدة منها لوناً اجتماعياً محدداً من ألوان المجتمع، تقاطعت بشكل ما مع النص الذي اشتغل من بدايته على ذلك الموضوع، ولا أدري إن كان ذلك من قبيل المصادفة أم أنها ضربة معلم بامتياز، فالنص المكتوب بنفس استشراقي واضح يفسر ذلك الانسجام بين ديكور العمل من جهة، والوجهة الضبابية للمقولات التي يريد العرض إيصالها في نهاية المطاف.. ذلك النفس والأسلوب الذي اعتدناه في الأعمال التي تدعمها مؤسسات غربية من باب يسمونه دعم (الحوار والتبادل الثقافي واحترام الآخر..) كما جاء في المؤتمر الصحفي الذي سبق العرض؟.. فهل كان الأمر ينطوي على إيحاء بضرورة أن تنظر تلك الألوان الاجتماعية المذكورة في العرض إلى بعضها كآخرين أو غرباء مثلاً، أم أنه فضّل تقديم حالة التعدد تلك دون إشارة مباشرة تماماً إلى الهدف المطلوب من تلك التلاوين؟ ‏

في النص خضوع واضح لنفس استشراقي يدعو للاستغراب، وكأن مؤلف النص ينتمي إلى الرحالة الروس أو الفرنسيين مثلاً، فحالة الحياد إزاء ما يسمى خطأ بالأقليات، والاشتغال عليه كجانب أساسي في العمل، يقدم العرض كمنتج مستورد بامتياز، لكن ذلك التردد في البوح الصريح، جعل النص يفقد الهوية فلم يكن بامكانه أن يكون استشراقياً تماماً، وفي الوقت نفسه لم يكن نصاً سورياً كما هو مفترض، الأمر الذي يثير التساؤل الذي طرحناه أولاً حول معنى (الكتابة المسرحية الجديدة) المقصودة من الورشة وكذلك الجهات التي دعمت المشروع برمته من الأساس!. ‏

استطاع المونتاج الموازي في العرض أن يقفز مسافات زمنية كبيرة على صعيد الوقت والمكان، وكان على المشاهد أن يركز كثيراً كي يقبض على تلك الروابط التي تصل بين أجزاء الديكور المتحرك والأشخاص والمشاهد القائمة فوق كل منصة متحركة، في هذه النقطة ظهر العرض ميالاً باتجاه التكنيك على حساب النص الذي ظهر مجزأ يحتاج إلى الكثير من الجهد من قبل المشاهد كي يقع في قطع يلغي عملية التسلسل المنطقي في المشاهد المنفصلة والمتصلة في الوقت نفسه، ليظهر العرض وكأنه عرض الأداء والإخراج بالدرجة الأولى، فأدهم مرشد وناندا محمد وجمال سلوم وسلطان العودة ولويز عبد الكريم ومحمد زرزور ونسرين فندي وهدى الخطيب استطاعوا أن يقدموا حالة مثالية في الأداء وهو ما تحمّل وزر الزمن الطويل الذي استغرقه العرض دون الوصول إلى نتائج واضحة تماماً على صعيد النص والفكرة والحوار!. ‏

لقد تردد النص في الإفصاح بشكل واضح عن المغزى الذي يريد الوصول إليه، وبالتالي فإن هذا الأمر قد خفف من مكانة العرض الشيء الكثير، وربما ذلك يتصل بنوعية الانتاج المتبناة هنا التي شاءت أن ترسل إشارات مبهمة إلى المشاهد كي يحلها على طريقته وكأن المخيلة مارست نوعاً الاستقالة أثناء الكتابة وذلك مرده على الأرجح، إلى احتمال وضع المخطط العام للعمل قبل البدء بتأليف النص.. في كل الأحوال، فإن الاشتغال على أفكار ومواضيع حساسة من هذا العيار، لاشك تحتاج إلى كثير من الاستقلال بالنسبة للكاتب، كي لا يظهر الأمر على ذلك النحو من التردد والإبهام!. ‏



mailto:zkatreeb@yahoo.com‏

Admin
Admin

عدد المساهمات : 142
تاريخ التسجيل : 17/05/2008

https://zkatreeb.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى