zkatreeb
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أسبوع الثقافة الكوبية في دمشق .. قصة الجزيرة المعجزة بالوثائق والألوان

اذهب الى الأسفل

أسبوع الثقافة الكوبية في دمشق .. قصة الجزيرة المعجزة بالوثائق والألوان Empty أسبوع الثقافة الكوبية في دمشق .. قصة الجزيرة المعجزة بالوثائق والألوان

مُساهمة  Admin الأربعاء نوفمبر 04, 2009 5:50 am

أسبوع الثقافة الكوبية في دمشق .. قصة الجزيرة المعجزة بالوثائق والألوان


دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
الخميس 19 آذار 2009
زيد قطريب
بحضور الدكتور محسن بلال وزير الإعلام ولويس ماريسي فيغيريدو سفير كوبا في دمشق، افتتحت أيام الثقافة الكوبية في المركز الثقافي الإسباني (ثربانتس) وتضمنت محاضرات ومعارض صور وتشكيل إضافة إلى عرض عدة أفلام عن تاريخ الثورة والتجربة الكوبية التي ضربت مثلاً على أكثر من صعيد.. فكوبا التي مازالت تخضع لأطول حصار بدأ منذ ثورتها، مازالت تكافح بشكل نادر من أجل الاستمرار والبقاء، فرغم انقضاء نصف قرن من الضغوطات إلا أن كوبا تمكنت من ترك بصمتها الثقافية والفنية الفريدة التي استمدت كثيراً من إرثها الطويل في مجابهة المستحيل هناك على تخوم الولايات المتحدة التي لم تدخر جهداً في كتم الأوكسجين عن تلك الجزيرة مستخدمة جميع الأساليب والأدوات..

في هذا الإطار يسرد السفير الكوبي في دمشق لويس ماريسي فيغيريدو قصة الجزيرة المعجزة، فكوبا التي يبلغ عدد سكانها أحد عشر مليونا استطاعت أن تكون أول دولة لاتينية تقضي على الأمية لأن التربية والتعليم كانا في مقدمة سلّم الأولويات لديها، فجامعات كوبا تضم أكثر من مئتين وخمسين ألف طالب كوبي يدرسون الاختصاصات المختلفة إضافة إلى خمسين ألفاً من الطلبة الأجانب الذين يأتون إليها من مختلف أنحاء العالم، فقد خرّجت كوبا حوالي أربعمئة طالب سوري من جامعاتها إضافة إلى برامجها المتعددة فيما يخص النشر والعناية بصناعة الكتب.. ‏

في هذا الإطار يقول السفير فيغيريدو إن برنامج (أنا أستطيع) الذي قدمته كوبا استطاع إنقاذ نحو أربعة ملايين شخص أمي في العالم.. وفي مجال الصحة فإنجازات كوبا معترف بها عالمياً، ذلك أن برامج الرعاية التي تنتهجها تبدأ من المنزل حيث يخصص لكل عشرين عائلة طبيب وممرضة، أما في مجال الثقافة فإن تطور الفنون التشكيلية والموسيقا وتعدد الفرق العالمية قد تعدى حدود الجزيرة ليصبح الفن الكوبي مطلاً على المشهد العالمي بكل تميز وخصوصية تسانده الكثير من الفضائيات والقنوات المحلية منها أربعة متخصصة للتعليم وعدة محطات أخرى للتربية، كما حرصت كوبا على اعتماد خطط ممنهجة من أجل التغلب على مشكلة السكن فوفرت المساكن بسعر التكلفة كما نشطت الصادرات بعد أن تم تأميم الكثير من الممتلكات والمعامل لتتمكن من تصدير الأدوية والتبغ والمنتجات الحيوية والحمضيات وخدمات الصحة والرياضة والزراعة بعد أن كانت صادراتها مقتصرة على السكر فقط، فكوبا التي كانت تستند إلى علاقات تجارية كبيرة مع المعسكر الاشتراكي تصل إلى 85 بالمئة، حاولت بدأب العثور على بديل إثر انهيار ذلك المعسكر فنشطت الصناعات المحلية ودعمتها بشكل يضمن رفع سوية التبادل وتنشيط السياحة ونسج العلاقات مع الدول اللاتينية الجارة وبقية أنحاء العالم بحيث تستطيع أن تستمر مسيرتها بشكل طبيعي متجاوزة ما أمكن الحصار المفروض، فقد سالت دماء الكوبيين في أكثر من مكان في العالم نصرة للقضايا العادلة ومقاومة الاستعمار، كما قطعت كوبا علاقاتها مع اسرائيل منذ عام 1973 وأثناء الحرب الأخيرة على غزة أرسلت كوبا العديد من التبرعات، وخاض إعلامها المعركة ومواكبة الأحداث من أجل التأكيد على رفض العدوان وكان في هذا الإطار الكثير من المواقف الإيجابية التي تسجل لتلك الجزيرة التي ظلت تفكر في مساندة العالم الحر كفلسفة تطبع ذهنية الكوبيين بشكل عام..



يشرح السفير فيغيريدو قصة معتقل غوانتانامو الذي أنشأته أميركا على أرض مازالت محتلة من كوبا وتصل مساحتها إلى مئة وستة عشر كيلومترا مربعا، فيؤكد أن الأميركيين مازالوا يرفضون إعادة تلك المنطقة لأهلها كأسلوب من الضغط الذي لم يجد نفعاً، فرغم دعوة كوبا للسلام إلا أنها تؤكد أن عيونها مفتوحة جيداً وهي جاهزة للمقاومة التي تمتلك تجارب طويلة في هذا المجال.. ويصف ذلك فيغيريدو بالقول: قد يدمروننا لكن لن يدخلوا قلبونا لأن الشعب الكوبي جاهز للمقاومة ضد أي هجوم. ‏

كوبا الجزيرة المعجزة، دفعت أحد الحضور إلى التساؤل إن كان ثمة علاقة تربطها مع قصة ثربانتس وحرب طواحين الهواء، فتجربة الجزيرة المعجزة تبدو على صلة مع المدن الخيالية ليس جغرافياً فحسب، وإنما أيضاً من جهة قدرتها على الاستمرار وسط ذاك الكم الهائل من الخطر وارتفاع الأمواج.. ‏



معارض صور وتشكيل



في إطار أيام الثقافة الكوبية أيضا، تم افتتاح عدة معارض تظهر التجربة الفنية وتؤرخ للثورة منذ انطلاقتها عام 1959 فقد شارك العديد من الفنانين الكوبيين في معرض الصور الضوئية الذي يسرد فترات مهمة من تاريخ كوبا وإنجازاتها وهي لحظات انسانية تصور القادة والناس البسطاء في أوائل الثورة وأيام الكفاح المسلح كما تقدم جانباً من الطبيعة الجميلة للجزيرة التي تتميز أرضها بالخصب والغنى والتنوع بين السهل والجبل والشاطىء الجميل.. فتلتقط عدسة أوزفالو سالاس وسييغو دي آفيلا لحظات نادرة من حياة كوبا وتصور رجالاتها وهم يخوضون معاركهم كما تصور عدسة ليبوريو نوفال لقطات مهمة تجمع غيفارا مع كاسترو أثناء تحركهم وقيامهم بمساعدة الناس والتواصل معهم في جميع تفاصيل الحياة، حتى السيكار الكوبي الشهير يحضر بقوة في لوحات المعرض كعلامة اشتهرت فيها كوبا على مر تاريخها الطويل.. ‏

وفي مجال الطباعة على الحرير يقدم عدة فنانين كوبيين تجارب نادرة على صعيد الشكل وتمازج الألوان، فالجزيرة تركت مشهديتها وأصابعها اللونية على نتاج الفنانين لنحصل بالتالي على تنوع لافت وغريب على صعيد الألوان التي يبدو أنها تتشابك بشكل يشبه تداخل البيئة الطبيعية إضافة للاستناد إلى الخلفية الفلسفية والأخلاقية التي كانت الموجه الأساس خلف موضوعات اللوحات.. فموضوع الحصار وقصة الاستمرار بالحياة بالنسبة لتلك الجزيرة ترك أثره على انتاج الفنانين الذين بدوا منشغلين بالحرية والبحث عن مرافىء ومآلات تحض دوماً على التمسك بحق الوجود.. يرسم لاريناغا الحاصل على عدة جوائز عالمية عالما من المشاعر مستندا إلى اللون الأبيض كرمز للشفافية والتحديث، وقد استحق لقب المتفوق كما يسمونه نظرا لريادته في المزج وتصوير البانوراما المشهدية المليئة بالتداعيات والأفكار.. كذلك الأمر بالنسبة للفنانة إميليا بيلايز التي تصنف ضمن الفنانين الرواد التي تعتمد الرسم الكلاسيكي الحديث والاشتغال على التفاصيل في بيوت كوبا حيث توزعت أعمالها في كثير من المتاحف المهمة في العالم إضافة على مراكز كوبا ومتاحفها الثقافية في أكثر من مكان. ‏

يركز توماس سانشيز على الطبيعة الكوبية بحرفية نادرة اشتهر فيها خلال تجربته الطويلة ففي أعماله نوع من التحليق المختلف على صعيد اللون واختيار الكادر.. كما يشتغل رينيه بورتوكاريرو على السيراميك حيث توزعت أعماله في المتاحف والكنائس وحاز على الكثير من الجوائز العالمية حيث اشتهر بلوحاته حول النساء المزينات.. ‏

يضم المعرض وجوهاً مختلفة من التجربة الفنية الكوبية تعطي انطباعاً واضحاً عن تلك التجربة وتطوراتها وطبيعة المدارس التي انتمى إليها معظم الفنانين هناك.. ‏

كما حفل المهرجان بعدة عروض سينمائية تؤرخ وتسجل قصة كوبا مع الحصار وتسرد أهم تفاصيل حياتها والأحداث المهمة التي مرت خلالها بلحظات مصيرية وإنسانية.. فتصور مجموعة الأفلام الوثائقية موضوع الحصار الذي مارسته أكثر من تسع إدارات أميركية متعاقبة بحق كوبا، كما تعيد ابنة الثائر غيفارا أسطورة أبيها من خلال ذكريات الطفولة وسرد أحداث نادرة اختارت أن تبقى مستقرة في الذاكرة عن حياته وتجربته والأشياء التي تركها. ‏

تقدم أيام الثقافة الكوبية نظرة شاملة عن حياة كوبا وتجربتها على مدى نصف قرن كامل من الصبر والعزيمة.. هناك حيث تتحول الجغرافيا إلى قضية عالمية بامتياز، وتتمكن الأفكار وحياة الناس من مقارعة المستحيل الذي ثربانتس وقصة طواحين الهواء الشيء ‏
الكثير. ‏


Admin
Admin

عدد المساهمات : 142
تاريخ التسجيل : 17/05/2008

https://zkatreeb.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى