اسماعيل نصرة في صالة أوكيجن..أيقونات وتجريد يحكي قدرية التواصل بين ضفتين!
صفحة 1 من اصل 1
اسماعيل نصرة في صالة أوكيجن..أيقونات وتجريد يحكي قدرية التواصل بين ضفتين!
Admin الأربعاء نوفمبر 04, 2009 5:48 am
اسماعيل نصرة في صالة أوكيجن..أيقونات وتجريد يحكي قدرية التواصل بين ضفتين!
دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
الأربعاء 1 تموز 2009
زيد قطريب
تجربة جديدة يقدمها الفنان اسماعيل نصرة في معرضه الجديد بصالة أوكيجن بدمشق القديمة، وهي من حيث الموضوع والأسلوب، تعد انعطافة في تجربة نصرة وخصوصيته التي اشتهر بها خلال معارضه المقامة طيلة السنوات السابقة، فأعماله المرسومة تحت عنوان:
(حديث السماء) فيها اشتغال على موضوع أثير هو الإخاء بين الإسلام والمسيحية والعودة بالتالي نحو استحضار تلك التقاطعات التي تجمع الطرفين عبر مخاطبة جوهر المقولات والمآلات النهائية للرسالتين، ليشكل كل ذلك موقفاً ورؤيا ثقافية إضافة إلى انطوائه على الكثير مما يمكن أن يقال على صعيد التجربة الفنية واستخدام الأشكال والألوان لدى الفنان. هكذا يعود نصرة إلى نبش القواسم المشتركة بين الرسالتين، واختصارها بكولاجات وألوان وخطوط يحاول شحذها جيداً عبر التركيز على السوية المرتفعة لأداء العناصر الفنية داخل كل إطار، وهي تجربة تظهر محفوفة بالمخاطر سواء من جهة قدرة تلك الأعمال على تقديم الفكرة بشكل صحيح، أو من ناحية الحفاظ على الوتيرة الفنية المتصاعدة كي لا تقع اللوحات في مطب البرودة والجمود جراء انشغالها في رسم إشكالية تلك الأفكار!. فإلى أي حدّ تمكن اسماعيل من شقّ عصا الطاعة على تجربته السابقة، وهل هاجر فعلاً باتجاه أراضٍ بكر دون أن يحمل أياَ من أفكاره القديمة وأسلوبه الذي لازمه خلال زمن طويل؟ وهل كان اختلاف الموضوع كافياً لإحداث ما يشبه الهزة على صعيد اللون والشكل لديه؟ في كل الأحوال يبدو المعرض الجديد محرضاً لقراءة ثقافية ولونية من نوع مختلف هذه المرة، مادام الفنان قد حسم أمره باتجاه الانعطاف وتغيير وجهة الشراع!.
فنان الرؤيا
ما يؤكد مسألة الانعطاف في هذا المعرض، هو حضور نصرة المثقف صاحب الموقف والرؤيا في موضوع مليء بالاشكالات، على سوية واحدة مع نصرة الفنان صاحب الانفعال والمخيلة والبحث عن آفاق.. فالواضح أن هناك نوعاً من التآزر بين هاتين الشخصيتين اللتين تظهران في اللوحات، وربما ذلك يرتبط بأن المعرض يقوم في الأساس على إظهار القرابة بين فكرتين، وربما لأن نصرة المثقف لم يستطع أن يزيح نصرة الفنان صاحب المخيلة عن عرشه تماماً، بل تعاون معه في إنجاز تلك الأعمال محولاً ذلك إلى خصوصية وميزة صبّت في مفهوم الغنى والإثراء في نهاية المطاف.
شجرة واحدة ودلالات متعددة
اجتهد نصرة كثيراً في جمع نقاط الالتقاء بين الرسالتين الاسلامية والمسيحية، فحضرت العبارات الخاصة بكل منهما إضافة إلى تعانق الصليب والهلال في أكثر من مكان أو تجاورهما بسكينة بشكل يؤكد الألفة والانسجام..، ففي لوحة (أعبد الله) صور شجرة ضخمة تضم عبارات دينية تبدو جزءا من مكونات تلك الشجرة في إشارة إلى المنبت الواحد مهما تعددت الفروع، ثم ترك على الأرض قرب تلك الشجرة سبع تفاحات ملونة بالأخضر والأحمر، في إشارة إلى الرقم سبعة المقدس وفي الوقت نفسه كتذكير بتلك التعددية عبر تلوين التفاحات بلونين، أما في الأعلى فوزع سبع صحائف تتضمن كتابات أيضاً رسمها بشكل يوحي بالهالة التي تحيط بتلك الشجرة التي تبدو راسخة مستقرة كدليل على مفهوم السكينة والثبات.. موضوع الشجرة تلك رسمها نصرة ثانية لكنه حوّل ثمارها هذه المرة إلى أيقونات تحمل ذات الرموز والدلائل المشتركة بين الرسالتين.. ففي هاتين اللوحتين فضّل اسماعيل أسلوب البساطة في نقل الأفكار سواء على صعيد الفكرة أو الرمز بحيث تكون الفكرة واضحة غير قابلة للتفسير الكبير والتأويل، وهو أسلوب سيغيره لاحقاً في لوحات بدأت تأخذ مساراً آخر رغم أنها تصب في الاتجاه نفسه.
ضفاف وجسور
لا يلبث اسماعيل أن يلجأ إلى أسلوب الضفتين المتواصلتين عبر روابط وجسور تؤكد حتمية التكامل والتفاعل بينهما، فإذا أخذنا خطاً نظرياً لإجراء التطابق بين الضفتين في لوحة (وصل) لوجدنا أن الرؤوس والخلجان في كل ضفة تتطابق تماماً مع تحدبات وتجاويف الضفة الثانية، حيث نكتشف أنهما جسد واحد أو أرض متكاملة من حيث البنية والتضاريس، ليأتي ذلك الخيط الأبيض الواصل بينهما كي يزيد ذلك الترابط ويحوله إلى أمر حتمي من صلب اللوحة إذا صح التعبير.
قصة الضفاف تلك يصورها الفنان في أكثر من إيحاء في اللوحات مستخدما اللون والمساحات البيض في تقسيم الكادر إلى شلالات من الضوء أو السطوع حيث يتجاور الصليب والهلال باطمئنان ينتج في نهاية الأمر حمامتين تحلقان بهدوء قرب الرموز والألوان التي يضعها في لوحة (تآخي) مثلا، وكذلك في لوحة (حسن الخلق) و (الصبر) و(الحوار الجميل) التي حاول اسماعيل إجراء مقاربات لمقولات الرسالتين استند فيها إلى المنهج نفسه في سكب مساحات البياض التي تشبه الانبثاق والتوهج لشلالات الضوء.
باتجاه التجريد أكثر
في لوحتي (تكوين داخل مربع) الأولى والثانية، يبدو اسماعيل قد غير أسلوبه السابق في التعاطي مع تأكيد التقارب بين الرسالتين الفكرتين، وكأنه قد أصيب بالحنين إلى أسلوبه القديم المعروف، فصنع رقعة من مربعات الألوان والأشكال المضاءة بنوافذ لونية تتضمن أشكالاً توحي إلى التنوع في داخلها كما تؤكد أن المشهد كلّ واحد يشكل لوحة منسجمة رغم كثرة التفصيلات التي تحتويها اللوحة الواحدة.. حتى عندما رسم لوحة (الأيقونة السورية) فقد استعاد وجه المرأة الشهير في لوحاته القديمة ليحضر على نحو يشبه السيدة العذراء في مركز اللوحة ثم وزع مستطيلاته على الكادر الخارجي وحملها بالرموز، وكان ذلك إشارة أخرى إلى علاقته مع أسلوبه السابق، فالتجربة هنا لاتبدو مقطوعة تماماً، إنها تحمل الروح ذاتها إنما بمعالجات مختلفة هذه المرة تبعاً لاختلاف الفكرة جذرياً عن السابق.
خصوصية الأسلوب
خصوصية اسماعيل تظهر في جميع اللوحات التي رسمها، ويستطيع المشاهد أن يكتشف تلك التقاطعات التي تؤكد إحاطته بتجربته بشكل كامل، رغم اختلاف الموضوع ووجود الانعطاف الواضح في هذا المعرض.. فاسماعيل يبدو في لوحات هذا المعرض أكثر اشتغالاً على الاسقاطات الفكرية والثقافية وإيصال رسالة الفنان صاحب الموقف إزاء القضايا الملحة، هكذا فعل في لوحات (نور العالم) و(الفضاء الأزرق) و(ملصقات على جدار قرميدي).. وكذلك في لوحة (نزيف) التي بدأ ميالاً فيها نحو العمل على التداعي والتقنية مع وجود رقم السبعة المقدس كنقاط ارتكاز..!
في المعرض تجربة مغايرة يصنعها اسماعيل، وهي لا تبشر فقط بانعطافة لاحقة ربما تكون أشد انقلاباً على صعيد اللون والشكل فقط، بل ربما تتحول إلى خط جديد يشتغل عليه الفنان بشكل لا ينفصل فيه عن السابق تماماً، إنما يحاول الوصول عبره إلى اللوحة الحلم القادرة على جذب العين بكثير من الدهشة والاختلاف عن الاعتياد.
ZKATREEB@YAHOO.COM
دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
الأربعاء 1 تموز 2009
زيد قطريب
تجربة جديدة يقدمها الفنان اسماعيل نصرة في معرضه الجديد بصالة أوكيجن بدمشق القديمة، وهي من حيث الموضوع والأسلوب، تعد انعطافة في تجربة نصرة وخصوصيته التي اشتهر بها خلال معارضه المقامة طيلة السنوات السابقة، فأعماله المرسومة تحت عنوان:
(حديث السماء) فيها اشتغال على موضوع أثير هو الإخاء بين الإسلام والمسيحية والعودة بالتالي نحو استحضار تلك التقاطعات التي تجمع الطرفين عبر مخاطبة جوهر المقولات والمآلات النهائية للرسالتين، ليشكل كل ذلك موقفاً ورؤيا ثقافية إضافة إلى انطوائه على الكثير مما يمكن أن يقال على صعيد التجربة الفنية واستخدام الأشكال والألوان لدى الفنان. هكذا يعود نصرة إلى نبش القواسم المشتركة بين الرسالتين، واختصارها بكولاجات وألوان وخطوط يحاول شحذها جيداً عبر التركيز على السوية المرتفعة لأداء العناصر الفنية داخل كل إطار، وهي تجربة تظهر محفوفة بالمخاطر سواء من جهة قدرة تلك الأعمال على تقديم الفكرة بشكل صحيح، أو من ناحية الحفاظ على الوتيرة الفنية المتصاعدة كي لا تقع اللوحات في مطب البرودة والجمود جراء انشغالها في رسم إشكالية تلك الأفكار!. فإلى أي حدّ تمكن اسماعيل من شقّ عصا الطاعة على تجربته السابقة، وهل هاجر فعلاً باتجاه أراضٍ بكر دون أن يحمل أياَ من أفكاره القديمة وأسلوبه الذي لازمه خلال زمن طويل؟ وهل كان اختلاف الموضوع كافياً لإحداث ما يشبه الهزة على صعيد اللون والشكل لديه؟ في كل الأحوال يبدو المعرض الجديد محرضاً لقراءة ثقافية ولونية من نوع مختلف هذه المرة، مادام الفنان قد حسم أمره باتجاه الانعطاف وتغيير وجهة الشراع!.
فنان الرؤيا
ما يؤكد مسألة الانعطاف في هذا المعرض، هو حضور نصرة المثقف صاحب الموقف والرؤيا في موضوع مليء بالاشكالات، على سوية واحدة مع نصرة الفنان صاحب الانفعال والمخيلة والبحث عن آفاق.. فالواضح أن هناك نوعاً من التآزر بين هاتين الشخصيتين اللتين تظهران في اللوحات، وربما ذلك يرتبط بأن المعرض يقوم في الأساس على إظهار القرابة بين فكرتين، وربما لأن نصرة المثقف لم يستطع أن يزيح نصرة الفنان صاحب المخيلة عن عرشه تماماً، بل تعاون معه في إنجاز تلك الأعمال محولاً ذلك إلى خصوصية وميزة صبّت في مفهوم الغنى والإثراء في نهاية المطاف.
شجرة واحدة ودلالات متعددة
اجتهد نصرة كثيراً في جمع نقاط الالتقاء بين الرسالتين الاسلامية والمسيحية، فحضرت العبارات الخاصة بكل منهما إضافة إلى تعانق الصليب والهلال في أكثر من مكان أو تجاورهما بسكينة بشكل يؤكد الألفة والانسجام..، ففي لوحة (أعبد الله) صور شجرة ضخمة تضم عبارات دينية تبدو جزءا من مكونات تلك الشجرة في إشارة إلى المنبت الواحد مهما تعددت الفروع، ثم ترك على الأرض قرب تلك الشجرة سبع تفاحات ملونة بالأخضر والأحمر، في إشارة إلى الرقم سبعة المقدس وفي الوقت نفسه كتذكير بتلك التعددية عبر تلوين التفاحات بلونين، أما في الأعلى فوزع سبع صحائف تتضمن كتابات أيضاً رسمها بشكل يوحي بالهالة التي تحيط بتلك الشجرة التي تبدو راسخة مستقرة كدليل على مفهوم السكينة والثبات.. موضوع الشجرة تلك رسمها نصرة ثانية لكنه حوّل ثمارها هذه المرة إلى أيقونات تحمل ذات الرموز والدلائل المشتركة بين الرسالتين.. ففي هاتين اللوحتين فضّل اسماعيل أسلوب البساطة في نقل الأفكار سواء على صعيد الفكرة أو الرمز بحيث تكون الفكرة واضحة غير قابلة للتفسير الكبير والتأويل، وهو أسلوب سيغيره لاحقاً في لوحات بدأت تأخذ مساراً آخر رغم أنها تصب في الاتجاه نفسه.
ضفاف وجسور
لا يلبث اسماعيل أن يلجأ إلى أسلوب الضفتين المتواصلتين عبر روابط وجسور تؤكد حتمية التكامل والتفاعل بينهما، فإذا أخذنا خطاً نظرياً لإجراء التطابق بين الضفتين في لوحة (وصل) لوجدنا أن الرؤوس والخلجان في كل ضفة تتطابق تماماً مع تحدبات وتجاويف الضفة الثانية، حيث نكتشف أنهما جسد واحد أو أرض متكاملة من حيث البنية والتضاريس، ليأتي ذلك الخيط الأبيض الواصل بينهما كي يزيد ذلك الترابط ويحوله إلى أمر حتمي من صلب اللوحة إذا صح التعبير.
قصة الضفاف تلك يصورها الفنان في أكثر من إيحاء في اللوحات مستخدما اللون والمساحات البيض في تقسيم الكادر إلى شلالات من الضوء أو السطوع حيث يتجاور الصليب والهلال باطمئنان ينتج في نهاية الأمر حمامتين تحلقان بهدوء قرب الرموز والألوان التي يضعها في لوحة (تآخي) مثلا، وكذلك في لوحة (حسن الخلق) و (الصبر) و(الحوار الجميل) التي حاول اسماعيل إجراء مقاربات لمقولات الرسالتين استند فيها إلى المنهج نفسه في سكب مساحات البياض التي تشبه الانبثاق والتوهج لشلالات الضوء.
باتجاه التجريد أكثر
في لوحتي (تكوين داخل مربع) الأولى والثانية، يبدو اسماعيل قد غير أسلوبه السابق في التعاطي مع تأكيد التقارب بين الرسالتين الفكرتين، وكأنه قد أصيب بالحنين إلى أسلوبه القديم المعروف، فصنع رقعة من مربعات الألوان والأشكال المضاءة بنوافذ لونية تتضمن أشكالاً توحي إلى التنوع في داخلها كما تؤكد أن المشهد كلّ واحد يشكل لوحة منسجمة رغم كثرة التفصيلات التي تحتويها اللوحة الواحدة.. حتى عندما رسم لوحة (الأيقونة السورية) فقد استعاد وجه المرأة الشهير في لوحاته القديمة ليحضر على نحو يشبه السيدة العذراء في مركز اللوحة ثم وزع مستطيلاته على الكادر الخارجي وحملها بالرموز، وكان ذلك إشارة أخرى إلى علاقته مع أسلوبه السابق، فالتجربة هنا لاتبدو مقطوعة تماماً، إنها تحمل الروح ذاتها إنما بمعالجات مختلفة هذه المرة تبعاً لاختلاف الفكرة جذرياً عن السابق.
خصوصية الأسلوب
خصوصية اسماعيل تظهر في جميع اللوحات التي رسمها، ويستطيع المشاهد أن يكتشف تلك التقاطعات التي تؤكد إحاطته بتجربته بشكل كامل، رغم اختلاف الموضوع ووجود الانعطاف الواضح في هذا المعرض.. فاسماعيل يبدو في لوحات هذا المعرض أكثر اشتغالاً على الاسقاطات الفكرية والثقافية وإيصال رسالة الفنان صاحب الموقف إزاء القضايا الملحة، هكذا فعل في لوحات (نور العالم) و(الفضاء الأزرق) و(ملصقات على جدار قرميدي).. وكذلك في لوحة (نزيف) التي بدأ ميالاً فيها نحو العمل على التداعي والتقنية مع وجود رقم السبعة المقدس كنقاط ارتكاز..!
في المعرض تجربة مغايرة يصنعها اسماعيل، وهي لا تبشر فقط بانعطافة لاحقة ربما تكون أشد انقلاباً على صعيد اللون والشكل فقط، بل ربما تتحول إلى خط جديد يشتغل عليه الفنان بشكل لا ينفصل فيه عن السابق تماماً، إنما يحاول الوصول عبره إلى اللوحة الحلم القادرة على جذب العين بكثير من الدهشة والاختلاف عن الاعتياد.
ZKATREEB@YAHOO.COM
Admin- Admin
- عدد المساهمات : 142
تاريخ التسجيل : 17/05/2008 -
مواضيع مماثلةصفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى