zkatreeb
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بين أوتار التشيللو وأصابع الأوكرديون..رامي شاهين يحاول التواصل مع الماضي ويبحث عن ضفاف!

اذهب الى الأسفل

بين أوتار التشيللو وأصابع الأوكرديون..رامي شاهين يحاول التواصل مع الماضي ويبحث عن ضفاف! Empty بين أوتار التشيللو وأصابع الأوكرديون..رامي شاهين يحاول التواصل مع الماضي ويبحث عن ضفاف!

مُساهمة  Admin الأربعاء نوفمبر 04, 2009 5:46 am

بين أوتار التشيللو وأصابع الأوكرديون..رامي شاهين يحاول التواصل مع الماضي ويبحث عن ضفاف!


دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
الخميس 8 تشرين الأول 2009
زيد قطريب
بيعة الصوت وضرورة استقبال جميع الترددات التي تصدرها الطبيعة والأشياء على أنها موسيقا، الكثير من فحوى التأليف الموسيقي الذي يشتغل عليه والذي قدم بعضاً منه في الأمسية الموسيقية الأخيرة التي أقيمت في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق بمشاركة مغنية الأوبرا الألمانية شتيفاني غوليش مغنية ميتسو سوبرانو، وعازف التشيلو البريطاني جراهام ووترهاوس، ولوتر شنايدر عازف الأكرديون الألماني، فمن الواضح أن رامي يحاول الاشتغال على عدة خيوط حساسة ومهمة على صعيد الموسيقا الجديدة التي يريد إيصالها إلى الجمهور السوري والعربي بشكل عام، أولها محاولته ألا تبدو تلك الموسيقا مبتورة عن الجذور الشرقية أو هجينة بلا هوية أو خصوصية أو انتماء.. أما الارتكاز الثاني في هذه الموسيقا، فهو استنادها إلى ضرورات التخطي والتجاوز والبحث عن الإضافة والتجديد، بشكل تواكب فيه الحداثة لكنها لا تبدو مثل شجرة مقطوعة الجذور، وربما كان هنا الامتحان الأصعب أمام المقطوعات التي وضعها رامي الذي درس في الغرب وهو يتخصص الآن في أحدث المجالات الموسيقية في جامعة هامبورغ.. فهل نجح في الإبقاء على خصوصيته أو شخصيته المحلية في مجموعة المقطوعات التي وضعها، أم أن الاتجاه صوب التغريب كان هو الطاغي على تلك الموسيقا بشكل عام؟

ربما يشرح مفهوم رامي شاهين لطيصف رامي أصوات الأشياء وحركة الأجساد على أنها موسيقا دون أدنى شك، وهو يطمح بالتالي إلى التقاطات ماهرة تستطيع استقبال هذا الوابل الكبير من الألحان الذي يواجهنا يومياً دون أن ننتبه حقيقة إليه، فتدريب الحواس على التواصل مع الموسيقا ومحاولة فهمها هو من أولويات الموسيقا الحديثة التي لم تعد تستند إلى الأذن فقط كجواز للعبور إلى دواخل المتلقي.. في هذا الإطار يستطيع المتابع أن يدرك المنهج الذي استند إليه رامي عندما كتب مقطوعاته المستندة إلى أشعار ابن الفارض وإنجيل يوحنا وقصائد محمد الماغوط، فعدا عن ذلك الرابط (النصّي) الذي حاول إيجاده كصلة وصل مع التراث الموسيقي، فإن جملة المحاولات التجريبية التي صنعها رامي ظهرت مرات ممعنة باتجاه التجريب والبحث، أو تأثرت بطبيعة دراسته للموسيقا الحديثة في ألمانيا، فكانت أقرب إلى الغرب منها إلى امتلاك الخيوط الواضحة التي تربطه مع الشرق أو مع محاولته إعادة تقديم التراث بشكل مختلف وجديد.



حاول المؤلف التعويل كثيراً على آلة التشيلو في موضوع الربط هذا، وكان اجتماع تلك الآلة مع الأوكرديون مفسراً لتلك المحاولة التي شرحها رامي أثناء تقديم المقطوعات المتنوعة التي قدمتها الفرقة، وربما لولا الشرح النظري الذي قدمه لازدادت الموسيقا غموضاً على الجمهور المحتاج أصلاً إلى بذل الكثير من الجهد بغية الإبقاء على عامل التركيز والتواصل فعالاً حتى نهاية الأمسية. ‏

في الأمسية، تميزت المغنية الألمانية شتيفاني غوليش وهي تقدم مقطوعات باللغة العربية، أو تحاول إيصال لغتها في مقاطع أخرى عبر إيحاءات الجسد وعلامات الموسيقا التي ترافقها، وكان لافتاً بالفعل ذلك الاتقان في الأداء بين ثلاثي التشيلو والأوكرديون اللذين رافقا شتيفاني، فمن (زدني بفرط الحب) لابن الفارض إلى (الرياضيات في الموسيقا) التي عزفها بشكل منفرد على التشيلو جراهام ووترهاوس، ومن ثم (ريما) بين التشيلو والأوكرديون وكذلك الأغاني وتنويعات التي قدمتها ببراعة لافتة المغنية شتيفاني، نستطيع أن ندرك إلى حد بعيد ماهية ذلك التجريب وطبيعة الضفاف التي يطمح رامي شاهين من أجل الوصول إليها، رغم الغرابة أو ربما الغموض أو شعور الغربة عند المتلقي. ‏

في الأمسية إغراءات شهية على صعيد التجريب الموسيقي، خصوصاً من جهة استخدام جميع جوانب وتفاصيل الآلتين المستخدمتين فيها وهما التشيلو والأوكرديون، فالبحث عن ترددات مختلفة للأصوات بدا هو الهاجس المحرك عند المؤلف لذلك كان من الطبيعي أن يستخدم العازفان كل امكانيات جسد الآلة أثناء العزف، وربما يكون لدراسة رامي للتأليف الألكتروني والملتيميديا الدور الكبير في هذا، فالواضح أن التجربة تتطلب أذنين مختلفتين يمتلكهما المتلقي بحيث تتضافر جميع الحواس مع بعضها، وهذا ما يميز الموسيقا الحديثة الآن. ‏

تجربة رامي شاهين الجديدة على صعيد التأليف الموسيقي، تستحق القراءة والإنصات بشكل مختلف، خصوصاً في ظل إشكالات الموسيقا الحديثة ومحاولات المؤلفين عدم الانفصال عن الماضي ومواكبة الحديث في الآن نفسه.. فلغة العالم كما يسميها الجميع لا يمكن أن تولد من فراغ، لكنها في الوقت نفسه لا تهدأ أو تعود إلى الخلف عبر التكرار، وهي معادلة تفترض الكثير من التجريب ومحاولات البحث عن أصوات جديدة وأيضاً عن التقاطات ماهرة تستطيع استيعاب تلك الترددات.. في كل الأحوال، إنها أسئلة مازالت برسم التجريب والبحث المستمر عن ضفاف!. ‏

zkatreeb@yahoo.com


Admin
Admin

عدد المساهمات : 142
تاريخ التسجيل : 17/05/2008

https://zkatreeb.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى