.. هاكرز! 0000000

قوس قزح .. هاكرز!


دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 25 نيسان 2009
زيد قطريب
هاكرز.. هي الكلمة السحرية التي تعني أنكم لستم بمنأى عن القرصنة والاستيلاء على الملفات الخاصة حتى لو كنتم محصنين بألف (باس وورد).. هاكرز.. هي المهنة التي انتعشت في زمن الكيبورد والشبكة والتواصل عبر الإيميل.. حيث صار على أقلام الرصاص والبيك أن تشهد انتحاراً جماعياً لصالح لوحات المفاتيح والضغط على الأزرار.. وعلى مفكرات الهواتف المكتوبة ودفاتر المذكرات أن تندحر أمام الصفحات الإلكترونية ودفاتر العناوين في الإيميل..!.

هكذا كان على الذاكرة الشخصية وأرقام العناوين أن تقبع في شيفرات الشركات الكبرى وداخل (السيرفرات) التي تقع في أقاصي الأرض، وكان علينا أن نصبح مجرد (كود) صغير يتنقل فوق الألياف الضوئية كالفريسة السهلة أمام القراصنة الغرباء الذين كثيراً ما يتلذذون وهم يدمرون حتى الانفعالات والعواطف والأحاسيس!. ‏

هاكرز.. هي الكلمة التي تعني أن الجميع يجلسون في العراء وفي الوقت نفسه يُخيل إليهم أنهم يبنون مملكة محصنة من جميع المتطفلين والعابثين.. هاكرز هي الكلمة (المودرن) لقطّاع الطرق أو التسويق المختلف لمفهوم الجواسيس التي تدفع الناس إلى إهداء بياناتهم عن طيب خاطر، وفي الوقت نفسه يبررون ذلك على أنه جزء من عولمة الاتصال وتبادل المعلومات..!. ‏

هاكرز.. هي الضغط السهل على مفتاح الحذف، والحكم بالإعدام على النسخ الإلكترونية الوحيدة المتبقية منا، كي نضطر لأن نبدأ في كل مرة من الصفر..!. في زمن الاتصال الحديث و(الماسنجر) صرنا نكتفي بإرسال صورة الوجه الحزين عندما نريد أن نؤكد أننا تعساء.. أو نختار أيقونة الوجه الأبله كي نعبر عن الدهشة والذهول وعدم الاقتناع بأن ما يجري هو حقيقة بكل تأكيد.. صرنا نرسل صورة الوردة كإشارة إلى تعلقنا الشديد بالحبيب.. في زمن الاتصال الحديث، عدنا بمنتهى الرضا إلى اللغة الهيروغليفية التي كان الناس يتواصلون خلالها عبر الرسوم.. هكذا بانتظار (هاكرز) أو قاطع طريق ينهال على مفرداتنا بالممحاة.. لنعود مرة أخرى من الصفر.. أوف لاين..!. ‏

‏

mailto:zkatreeb@yahoo.com‏

‏