.. (الحيط الواطي)!

قوس قزح.. (الحيط الواطي)!


دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 17 تشرين الأول 2009
زيد قطريب
تاريخياً، شكّل الحيط الواطي حافزاً مغرياً بالنسبة إلى العدّائين والبلهموطيين، فهو لا يكتفي بتقديم أملاك الغير وحقوقهم على طبق من ذهب كما يقولون، بل يحول أيضاً مقولة المال الداشر إلى أمر واقع بالفعل..!.

الحيط الواطي، يفتح ذراعيه أمام الغرباء كأنهم أهل البيت، وإذا ما ترددوا قليلاً، كشف لهم مكونات غرف السفرة والنوم والصالون.. وكيلا يبقى أمامهم مبرر إلى التردد نهائياً، فإن الحيط الواطي ينحني بشكل مثير وسهل إلى أبعد الحدود، بحيث يصبح القفز باتجاه ما وراء السور ضربة معلم بامتياز.. الحيط الواطي يتناسب كثيراً مع مقولة دبّر راسك، أو أنا ومن بعدي الطوفان.. فاصطياد اللقمة من فم السبع، أو التجارة شطارة، تتحول إلى جرعات تشجيعية أخرى يقدمها الحيط الواطي، من أجل الإقدام والتجاوز والاستيلاء!. ‏

الحيط الواطي يقدم الفريسة سهلةً حتى أمام هواة القنص والأغرار في ممارسة الصيد.. فهو لا يقدم الطريدة مكتّفة (لا من تمها ولا من كمها) فقط، بل يدفع اللص إلى الشعور برفس النعمة إذا ما تردد أو أصابته على حين غرّة صحوةٌ أو استيقاظ ضمير.. الحيط الواطي يرفع منسوب حبّ الاستملاك والتعدي إلى أبعد الحدود، لدرجة أن مفهوم الهبش والالتهام يصبح مشروعاً تماماً، ويتحول موضوع الحلال والحرام إلى كلام ساذج لا يمنع من جمع الغنائم التي تبدو وكأنها متروكة في العراء!. ‏

الحيط الواطي في القانون، يترك ألف زاروب وتفسير من أجل الالتفاف والتجاوز في وضح النهار دون أن تكون هناك أي تبعات تذكر.. حتى على صعيد ضرورة احترام خصوصيات الأشخاص وعدم النيل منهم، فإن الحيط الواطي، يحوّلهم إلى منتهَكين باستمرار..!. ‏

الحيط الواطي، يقدم الأشياء على طبق من ذهب.. بعكس الأرض (الواطية) التي تشرب ماء غيرها.. دون أن يكون في ذلك أي حرج!. ‏

mailto:zkatreeb@yahoo.Com ‏

‏