.. أجمل الأمهات!

.. أجمل الأمهات!


دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 21 آذار 2009
زيد قطريب
الآنَ سوف نهديكِ أجملَ العبارات، كي نكفّر عن نسيانك طيلةَ أيام العام.. ! سوف نهرعُ إلى محلات الورد لنختار من أجل عينيك أحلى الزهور.. ثم نقطعُ قالب الكاتو ونتمنى لك طول العمر والبقاء.. !

سنضيءُ الشموع بعدد الدموع التي ذرفتها من أجلنا.. ونتبادل قناني العطر كي تظلي الأبهى والأجمل على الدوام.. !. ‏

لا أدري لماذا يصرّون على الاحتفال بعيدك في أوائل الربيع؟ هل لأنك الزهرة المتبقية في بساتيننا التي توشك على اليباس.. أم لأنّ أوراقنا تتساقط طواعيةً دون أن يكون هناك أي خريف. ‏

الآن سنعود أطفالاً بلا مواعيد عملٍ أو انشغالات.. سنؤكد أنك عمود البيت وصدره الواسع الذي يدفعنا دائماً إلى العودة والالتقاء.. ستعانقيننا واحداً واحداً مثلما كنت تفعلين أيام زمان.. ستربّتي على أكتافنا ثم تتوسلي لله أن يوفّقنا ويحمينا من أولاد الحرام.. !. ‏

الآن سنقطع قالب الكاتو، كي نشعر أننا فعلنا أكثر من الواجب بكثير.. سنُقسم أنك أعزّ شيء في هذه الحياة.. سنغنّي سويةً (سنة حلوة يا جميل)، ثم نغرورق حزناً على فقدان عام آخر من عمرنا الذي يتسرّب دون أن نشعر.. ! سنتبادل المراثي مع القُبل وأكواب العصير.. ولأن الدنيا لا تستحق شيئاً، سنؤكد أن كل شيء على ما يرام.. !. ‏

الآن سنضيءُ شموعك الستين، ثم نقول (العمر كلّو).. سنؤكد أن ضوءكِ قد نوَّر أيامنا الحالكةِ، وهو الأكثرُ بهاءً وإشراقاً من أي ضوءٍ في هذا العالم على الإطلاق.. ! الآن سنتمنى أن نعود صغاراً.. سنتوسّل أن يرجعَ الزمنُ إلى الوراء قليلاً، كي نمحو جميع الأخطاء والهفوات.. !. ‏

الآن، سنهديكِ قلوبنا الصغيرة على طبق العرفان بالجميل.. ثم نحلّفك أن ترسلي المزيد من دعواتك عبر البريد السريع.. !. ‏

الآن سنكفّر عن نسيانكِ طيلة أيام العام.. فهل تكفيكِ قلوبنا وهي تقطعُ مئات الكيلومترات كي تقول: كل عام وأنت بخير؟!. ‏

‏

شكرا لدفء العالم كله الذي يتجلى في هذه الكلمات
وصدقا لن تكفي كل عام وانت يخير للتعبير عما في داخلنا من امتنان لها