أخطاء طبية.. وتربوية!

قوس قزح.. أخطاء طبية.. وتربوية!


دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 6 آذار 2009
زيد قطريب
يخطىء الطبيب أحياناً فينسى قطع (الشاش) أو جهاز الإيكو في بطن مريضه، فتسارع اللجان المكونة من زملائه طبعاً، إلى اعتبار الموضوع برمته قضاء وقدراً، وأنه لم يكن بالإمكان أفضل مما كان، خصوصاً أن المريض سعيد الحظ هنا، قد (مشي خشبو) ولا فائدة ترجى سوى الدعاء له بالرحمة ولأهله بالصبر والسلوان..!.

يخطىء المدير أحياناً في إدارة مدرسته، فتسارع اللجان المشكلة من زملائه أيضاً ومن الجهات المحسوب عليها، إلى نفي كل الاتهامات واعتبار الموضوع مجرد (تبلي) وحسد و(ضيقة عين)، وربما تذهب المديرية إلى أبعد من ذلك فتنقل المدرس أوالطالب صاحب الشكوى وتعتبره خائناً للعشرة وناكراً للخبز والملح، لأنه نشر الغسيل (النظيف) جداً على حبال الصحافة كي لا يتعفّن وتخرج رائحته (الطيبة) التي تزكم الأنوف..!. ‏

وعلى طريقة (فيك الخصام وأنت الخصم والحكم) فإن العديد من الجهات المذكورة أعلاه، تسارع إلى إصدار القرارات تحت شعار (سري للغاية) وتهدد كل من تسول له نفسه إفشاء ذلك إلى الصحافة (بالمرمطة) أو رؤية نجوم الظهر، متناسية بذلك بلاغ مجلس الوزراء بضرورة عدم فلترة أو حجب أية معلومات عن وسائل الإعلام!. ‏

ولأن الكثير من مدارس الريف، فيها ما تقشعر له الأبدان وتشيب من أجل عينيه الرؤوس، فإن الموضوع لن يستوفي حاجته من الشرح هنا، على أمل أن نفرد له تحقيقاً شاملاً في القريب العاجل بإذن الله..!. ‏

قصة لجان التحقيق التي تشكلها مختلف الجهات، أصبحت مضحكة بالفعل، فعلى مبدأ (من دهنو سقيلو) أو (أنا وابن عمي ع الغريب) يتم استبعاد أي طرف إعلامي أو حيادي مثلاً من أجل ألا يُعرف شيء عن ذلك التحقيق، وكأن إخواننا قد فهموا الشفافية (بالمقلوب) فركّبوا بللوراً محجّراً حول غرفهم كي لا يعلم أحد ماذا يجري هناك على الإطلاق!. ‏

بالأمس نشر الزميل وليد معماري قصة فيلم (الكوبوي) في إحدى المدارس، وهي غيض مما يمكن أن يثار حول واقع التعليم والمدارس والإدارات التي تظنّ أنها تخرّج سيبويه أو أفلاطون أو فيثاغورث.. مع أن الجميع قد لا يستحق سوى.. صفر بالإملاء.. وفهمكم كفاية!.. ‏

‏

mailto:zkatreeb@yahoo.com‏

‏

‏