.. أوكازيون!
صفحة 1 من اصل 1
.. أوكازيون!
قوس قزح.. أوكازيون!
دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 2 أيار 2009
زيد قطريب
عاد السوري من الصين يحمل العِلم والأدوات المنزلية وسيارات الشيري والجيلي مع شكالات المفاتيح والألعاب الرخيصة المصنوعة من البلاستيك، عاد وهو يعتقد أنه قد قبض على سرّ التقدم والتقنية الحديثة والالكترونيات، فبنى الأكشاك الفارهة على طريق حرستا، كي يبيع فيها سيارات الكرتون اللقطة التي اكتشفها هناك، بالتقسيط ودون دفعة أولى مع ما شاء المواطن الحالم بأربع عجلات من تسهيلات بالدفع أو بالصيانة وتقديم التسهيلات..! سيارات مكسيّة، أو على (العضم).. سيارات بلا مسجلة (سي دي) وبلا كونترول، سيارات بلا ماسحات زجاج أو كهرباء للنوافذ، وربما أيضاً بلا مكابح أو (زمور) أو حتى عجلات..!
هكذا استطاع السوري أن يستورد سيارات الدرجة العاشرة، لزبون من الدرجة العشرين، مع ضمان فائق في الربح رغم ضريبة الرفاهية والجمارك و(الحلوان) الذي لا مفرّ من دفعه حتى لو كان ما اشتراه مجرد خردة أو فروج منتهي الصلاحية والموديل!.
عاد السوري كي يذهل أصدقاءه الصينيين بحسن تدبيره وخبرته الكبيرة في التهام الكتف وتحويل النفايات إلى مورد رزق ومناجم ذهب تدرّ على التاجر ما شاء الله من المرابح وطاقات الفرج التي يسمونها بالفهلويات والخبرة الكبيرة في معرفة أحوال الناس وأوضاع السوق..!.
دخل السوري سجل (غينس) لتمكنه من تصريف البلاستيك المتراكم في كثير من المناطق عبر صناعة الألعاب الخفيفة والستوكات من الأواني وأدوات المطبخ والكاسات.. فتلك البضاعة التي تقدم في العالم كهدايا على رأس البيعة كما يقولون، يمكنها أن تتحول لدينا إلى بضاعة من درجة الخمس نجوم حتى لو صُرفت بالتقسيط المريح، أو تم بيع ميزاتها منفصلة وكل واحدة على حدة، وكأن مفتاح (الكنتاك) والمقود وفتحة السقف ومفارش الأرضيات في السيارات التعبانة أصلاً، هي من دلائل البذخ والرخاء عند المواطن الذي لم يكن يعتقد أنه سيحصل يوماً على أفضل من البسكليت !.
عاد السوري من الصين وهو يحمل أكياس الخردة.. كي يجلس في حرستا ثم يصرخ (أوكازيون)!.
mailto:zkatreeb@yahoo.com
دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 2 أيار 2009
زيد قطريب
عاد السوري من الصين يحمل العِلم والأدوات المنزلية وسيارات الشيري والجيلي مع شكالات المفاتيح والألعاب الرخيصة المصنوعة من البلاستيك، عاد وهو يعتقد أنه قد قبض على سرّ التقدم والتقنية الحديثة والالكترونيات، فبنى الأكشاك الفارهة على طريق حرستا، كي يبيع فيها سيارات الكرتون اللقطة التي اكتشفها هناك، بالتقسيط ودون دفعة أولى مع ما شاء المواطن الحالم بأربع عجلات من تسهيلات بالدفع أو بالصيانة وتقديم التسهيلات..! سيارات مكسيّة، أو على (العضم).. سيارات بلا مسجلة (سي دي) وبلا كونترول، سيارات بلا ماسحات زجاج أو كهرباء للنوافذ، وربما أيضاً بلا مكابح أو (زمور) أو حتى عجلات..!
هكذا استطاع السوري أن يستورد سيارات الدرجة العاشرة، لزبون من الدرجة العشرين، مع ضمان فائق في الربح رغم ضريبة الرفاهية والجمارك و(الحلوان) الذي لا مفرّ من دفعه حتى لو كان ما اشتراه مجرد خردة أو فروج منتهي الصلاحية والموديل!.
عاد السوري كي يذهل أصدقاءه الصينيين بحسن تدبيره وخبرته الكبيرة في التهام الكتف وتحويل النفايات إلى مورد رزق ومناجم ذهب تدرّ على التاجر ما شاء الله من المرابح وطاقات الفرج التي يسمونها بالفهلويات والخبرة الكبيرة في معرفة أحوال الناس وأوضاع السوق..!.
دخل السوري سجل (غينس) لتمكنه من تصريف البلاستيك المتراكم في كثير من المناطق عبر صناعة الألعاب الخفيفة والستوكات من الأواني وأدوات المطبخ والكاسات.. فتلك البضاعة التي تقدم في العالم كهدايا على رأس البيعة كما يقولون، يمكنها أن تتحول لدينا إلى بضاعة من درجة الخمس نجوم حتى لو صُرفت بالتقسيط المريح، أو تم بيع ميزاتها منفصلة وكل واحدة على حدة، وكأن مفتاح (الكنتاك) والمقود وفتحة السقف ومفارش الأرضيات في السيارات التعبانة أصلاً، هي من دلائل البذخ والرخاء عند المواطن الذي لم يكن يعتقد أنه سيحصل يوماً على أفضل من البسكليت !.
عاد السوري من الصين وهو يحمل أكياس الخردة.. كي يجلس في حرستا ثم يصرخ (أوكازيون)!.
mailto:zkatreeb@yahoo.com
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى