.. حبّة بنادول!

قوس قزح.. حبّة بنادول!


دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 14 شباط 2009
زيد قطريب
لم يتبق من حبّنا إلا هذه الوردة الحمراءُ يا حبيبتي.. فتعالي نتبادلها الآن كي نشعر أنّ كل شيء على ما يرام...!

سوف نترك نبتة الكراهية بلا سقاية هذا اليوم، كي نعتني بأعشابنا البرية التي تموت دون أن ننتبه.. سوف نضع قلوبنا قرب قالب الكاتو، ونملأ الصالون بأزهار الفل والغاردينيا.. سوف نطلي بالأحمر طاولة السفرة وأثاث غرفة الضيوف.. ثم نتعانق مثل المراهقين عندما تعلن عقارب الساعة بداية عيد الحب..! فلا تتناولي حبة البنادول هذا المساء، سوف نستعيض عن الزهورات بالبيرة، ونستبدل موسيقا الناي الحزينة ببيانو شوبان.. يمكنك ان تقلي السمك لحبيبك العائد من المقهى، كما يقول الماغوط، فأنا سوف أستقبلك اليوم كما يجدر بالأميرات، وأنت بالقديسين... ستصبحين كلّ نساء بورخيس وأنا سأتحول الى نبوءات كويلهو... فلا تتناولي حبة البنادول هذاالمساء.. ولا تفكري بإغلاق جهاز الموبايل سوف أبعث إليك قلبي في رسالة sms...! ‏

لم يتبقَّ من قلوبنا إلا هذا الحطام، فاتركي مزهرياتك تتكسّر فوق واجهات قلبي، وتعالي كي نتعانق مثل أبطال شكسبير،.. سنقتسم الأرض اليباب، كي لا يشعر أحدنا بالتفوق على الآخر أو الخذلان.. سنتبادل القهقرى مثل قناني العطر، وكسر الخاطر مثل التمنيات بالسعادة وطول البقاء... سنتبادل الرايات المنكسة والتي تخفق على حد سواء... فلا تتناولي المزيد من حبات البانادول هذا المساء، سوف أهديك الكثير من أشعار« الهايكو» كي تتأكدي أن الدنيا لا تزال بخير..!. ‏

لم يتبقّ من عباراتنا سوى أحرف الجر والتشبيه.. فتعالي نتبادل الهراء ونحن نشاهد أفلام الرعب وبرامج المنوعات.. لقد تغير الحبّ كثيراً، والمحبّون باتوا مثل نسخ الكربون... فتعالي كي أهديك الصفحة التي لم يمسّ بياضها أحد حتى اللحظة... ثمة ما يستحقُّ العناء، رغم كل هذا الخراب..! ‏

فقط لا تتناولي حبة البنادول هذا المساء!. ‏

‏

فعلا ثمة مايستحق العناء ...رغم هذا التوهان ...
او .... نحن الذين نحتاج يوما بعد يوم الى الايمان بان هناك شيء يستحق الانتظار او البحث عنه والا فشلنا في الاستمرار وعجزنا عن الثبات

ترى هل نخقن انفسنا بمورفين الامل فقط حتى نستطيع البقاء ؟!!