خارج التغطية!

قوس قزح.. خارج التغطية!


دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 4 نيسان 2009
زيد قطريب
يبدو أن الأعطال المستعصية في مقاسم الهاتف الأرضي ستدفع الناس في نهاية الأمر إلى التواصل عبر إشعال النار مثل الهنود الحمر.

فعلامات الدخان وقرع الطبول تبدو أجدى من انتظار فهلوية ورأفة أقسام الصيانة الذين يتذرعون مرةً بأن الكابلات مشفّرة ولا أحد يستطيع معرفة وجعها على وجه التحديد، ومرات أخرى يعملون وفق أسلوب الضرب بالمندل أو (تبييت الاستخارات) لذلك فإن وصول إشارة (التون) أو تمكن الهاتف من الاستقبال والإرسال لمدة ساعتين فقط في اليوم، يعد إنجازاً يسجل لخدمات الخمس نجوم التي توفرها تلك المقاسم.. ( بعيد من هون) !. ‏

وصل الناس إلى بلوتو، وأصبح المريخ مجرد استراحة على طريق السفر إلى المجرات، ونحن مازلنا نحتاج للمزيد من الدراسات الاستراتيجية ومراجعات الترجّي من أجل إصلاح أعطال الهاتف الأرضي.. ! الناس يقطعون آلاف الكيلومترات عبر الانترنت، فيحتسون الشاي مع بعضهم بفضل تقنيات الماسنجر واستخدام الكاميرا، ونحن مازلنا نحتاج إلى قدرة قادر حتى نتصل من البرامكة إلى (جديدة) مثلا.. ! الناس يحملون الموبايلات الحديثة فيتصلون بأحبتهم ويشاهدونهم عندما يقطعون الشارع أو يجلسون في المقهى، ونحن مازلنا بحاجة إلى تبييض (الفال) من أجل أن يعمل الهاتف الأرضي مثل هواتف بقية عباد الله.. !. ‏

قصة الأعطال المتكررة في هواتف المقاسم الأرضية، تعيد إلى الذهن الدبكة الشهيرة التي دبكتها (خرما) في يوم من الأيام، فلا هي تتحرك من مكانها كي تفسح المجال للآخرين بالمرور، وفي الوقت نفسه لا تؤدي الدبكة وفق الأصول..! ‏

وإزاء ذلك لا يتبقى أمام المعانين من توقف الهاتف الأرضي عن العمل هناك، سوى اللجوء إلى إتقان (اليوغا) ورياضات الإيحاء كحل أخير من أجل التواصل مع الآخرين وان لم تصدقوا اذهبوا الى مقسم (جديدة) كي تتأكدوا ان الناس تتواصل عن طريق النيات هناك.. !. ‏

السادة في مقسم جديدة.. إذا كان إصلاح الأعطال في مقسمكم لن يرى النور خلال الخطة الخمسية القادمة، فلتعمموا على الناس ضرورة التدريب على التواصل عن طريق التخاطر عن بعد، أو طالبوهم أن يقدموا شكاواهم إلى مقسم جرمانا مثلاً، فمن يدري ربما يجدون الحلّ هناك؟!. ‏

‏