متفوّق.. ويُعيد!

قوس قزح.. متفوّق.. ويُعيد!


دمشق
صحيفة تشرين
رأي
السبت 9 أيار 2009
زيد قطريب
انتهى العام الدراسي، دون أن تحظى طالبات (الصم) المتفوقات في الشهادة الإعدادية بفرصة افتتاح شعبة صف عاشر في معهد الصم والبكم بدمشق، رغم موافقة وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل على افتتاح الشعبة المذكورة، وموافقة وزير التربية من أجل توفير الكادر التدريسي لهن، واستنفار أولياء الطالبات من أجل ملاحقة الكتب والطلبات المتناقلة بين تلك الوزارات وما يتفرع عنها من مديريات من جهة، ومعهد الصم والبكم الذي فضّل أن يصمّ أذنيه عن كل تلك القرارات والموافقات والتوجيهات.. دون أن يعلم أحد بالضبط لماذا أصرّ المعهد على حرمان طالبات الصم المتفوقات في الشهادة الاعدادية من حق متابعة الدراسة أسوة بخلق الله، مع أن كل الجهات المتصلة بالموضوع وافقت على افتتاح الشعبة المذكورة، ومع أن كل الشروط المطلوبة لذلك الافتتاح متوفرة، ابتداءً من عدد الطالبات إلى قيام الأهل بكافة الطقوس المفترضة في حالات كهذه !.

ضاعت سنة على طالبات الصم المتفوقات في الشهادة الاعدادية، ولا أحد يدري إن كان المعهد قد اكتشف أن الصف العاشر لا ضرورة له مثلاً، أو أن افتتاح الشعبة المذكورة يحتاج أيضاً إلى موافقات أخرى كوزارة النفط مثلاً أو مخاتير الأحياء ورؤساء البلديات..! انتهت السنة وليس من الواضح لماذا أصمّ المعهد أذنيه عن كتب وزارة الشؤون الاجتماعية التي تطالبه بالعمل فوراً على افتتاح الشعبة المذكورة دون تردد أو تأخر أو حسابات، مادام السيد وزير التربية قد وجه بندب الكادر المخصص للتدريس في الشعبة المذكورة، ومادامت جميع الأطراف المتصلة بالموضوع قد أكدت أن افتتاح شعبة الأول الثانوي هو أقل ما يمكن فعله لطالبات الصمّ المتفوقات!. ‏

انتهى العام الدراسي، ولا أحد يدري إن كان معهد الصمّ والبكم، سيقرر السنة القادمة حذف صفّ الحادي عشر مثلاً، أو إنه سينقل الطالبات مباشرة إلى البكالوريا، ومن يدري ربما يطلب منهنّ إعادة التاسع كي يتأكد أنهن متفوقات بالفعل..! ‏

متفوّق ويُعيد.. هو الاكتشاف (اللقطة) لمعهد الصمّ والبكم.. أما (مستمع إلى ما شاء الله) فمن يدري من يكون؟.. السؤال برسم وزارة الشؤون.. والنفط... وربما البيئة أيضاً..! ‏

‏

mailto:zkatreeb@yahoo.com‏